نبيلة يحياوي
اللوحة: الفنان الهولندي فان جوخ
وجهك أيها الخريف باهت
يضفر جدائل حزن..
ذابل كالحقول
ينمنم أطياف شجن
من أشجار عارية
تموج نوتات الرياح
أناشيد بكماء
من حفيف الأوراق
ايماءات الألحان
ينحر الخريف وجه القمر..
برداء الليل؛
هذا الخريف وقلبي
كم يتشابهان!
يذوب صدى الاشتياق
وتذوب الأمنيات
كصبيب الدموع
حين تغادر العصافير..
من كّف الأغصان
وتقبع الأمنيات الباردة ..
تطوف حول المكان
لأني ألفتُ الطريق إليكَ
من وداعة وجهك الرؤوم
وكل غروب ينبؤني؛
أن للخريف ميلاد جديد
يصرخ من لجة المطر
وينقر زجاج النافذة كل مساء
ومع كل هبوب للرياح العاتية
تتموسق نوتة الخلود بين أضلعي
تكسر ارتجاف الوجل
لست أدري لم كل هذه الجلبة!
شيء من نسياني يذكرني بالظلال العابثة هناك
وفي منعطفات الحياة
يقبع الانتظار طويلا
ورائحة الدمع تعطّر المكان
لكن..
لأجل النوارس الغريبة
لأجل كل نقطة من الشواطئ البعيدة
وللحقول الجدباء
لازلت أسلي آهاتي
يا وجه البرية الضائع
لا تعد خائبا من وتيرة الوداع
قد يعود الخريف بوجه قمر
ويبلل ملامح الوجود
ويربط سطر البداية بسطر النهاية
ويضيق الحزن المؤبد..!