يحيى السماوي
اللوحة: الفنانة الكويتية سوزان بشناق
أبـعِـدي وردَ فـراديـسِـكِ
عـن نـحْـلِ فـمـي
وابـتـهـلي
أنْ يَـقـيـكِ الـلـهُ مـن عـشـقـي
ويُـنـجي
زادَ تـنـورِكِ
مـن تِـهـيـامِ مـاعـونـي
بــخُـبـزِ الـقُـبَـل ِ
فـأنـا قـبـلَ دخـولـي
خِـدْرَ فـردوسِــكِ صَـبـاً سـومـريّـاً
لـم أكـنْ أعـرفُ مـعـنـى الـجَـذل ِ
ويـدي مـا جَـرَّبَـتْ قـبـلـكِ تـمـسـيـدَ الـرّيـاحـيـنِ
وقـطـفَ الـتـيـنِ والـتـفـاح ِ
والـرحـلـةَ مـا بـيـن صـبـاحِ الـصـدر والـجـيـدِ
ولـيـلِ الـخُـصَـل ِ
وفـمـي قـبـلَ دخـولـي حـافيَ الـقـلـبِ
الـى وادي طـوى عــشــقِــكِ
لـم يـرشــفْ نـدى الـلـوزِ..
وكـانـتْ مُـقـلـي
تـحْـسَـبُ الأشــواكَ ورداً..
وتـرى الـحـنـظـلَ نـوعـاً
مـن صـنـوفِ الـعَــسَــل ِ
وقـصـيـدي لـم يـكـن يـعـرفُ
مـعـنـى الـغَـزَل ِ
أركـضُ الـعـمـرَ كـمـا الـنـاعـورُ مـن حـولـي
ولــمّــا أصِـل ِ
سُــورَ أوروكَ
وشــطـآنَ الـفـراتـيـنِ
وغـزلانَ الــبـسـاتـيـنِ
وحـقـلَ الـســنـبـل ِ
فـاعـذري نـهـري إذا فـاضَ
ولـمْ تـعـقِـلْ سـدودي سـاعـةَ الـرَّعْـدِ
ســيـولَ الـثَّـمَـل ِ
وأعـاصـيـرَ اشــتـيـاقِ الـسّـومـريِّ
الـمُـدنـفِ الـمُـخْـتَـبِـلِ
فـأنـا قـبـلَ دخـولـي حـافـيَ الـقـلـبِ
الـى وادي طـوى عـشـقِـكِ صَـبّـاً
لـم أكـنْ أعـرفُ
أنَّ الـلـهَ قـد خـبّـأ لـيْ
جـنَّـةً أرضـيَّـةً
مـن تـحـتِـهـا الأقـمـارُ تـجـري..
عـرضُـهـا الـعـمـرُ
أعِـدَّتْ
لـلـمـصـلـيـنَ صـلاةَ الـحـبِّ والـنـورِ..
وصـامـوا
عـن يـواقـيـتِ الـمُرائـيـنَ
وتِـبْـرِ الـدَّجَـل ِ
فـاشـهـدي لـيْ
يـومَ لا تـنـفـعـنـي الـلـحـيـةُ والـمِـحـبـسُ والــقــصــرُ
ومـا شُــبِّـهَ لـيْ
أنـنـي
مـنـذ انـتـقـى عُــشَّــكِ عـصـفـوري
وحـقـلـي
نـاسِــكُ الـعـشـبِ طـهـورُ الـجـدول ِ