اللوحة: الفنان الإسباني جوان ميرو
أكان لابد
أن تحضر تلك العجوز
للبحث عن أوراق من ماتوا من مائة عام
والورثة الممصوصين
أشك أنها ستحضر مرة أخري
لاستكمال الأوراق
ربما يرسلون أشباحا آخرين
فهم رغم ذلك يتناسلون
رغم أننا أضعنا مدخراتنا
في البحث عن دمية تقول لنا:
” بابا… وماما …”
في حين
تتناثر أشلاء دميات كثيرة
في الفضائيات المتوحشة
أكان لابد
أن نصطرع على فنجان القهوة
حتى نكسر الأطباق
ونغتسل من دفن موتانا
على الطرق السريعة
ونضحك في بلاهة
على “إسماعيل يس “
واشتباك الإخوة الأعداء
على الهواء مباشرة
في مباراة مفتعلة
لمزيد من القتلى
في “حزيران “
أكان لابد
أن تكسري زجاج نافذة الجيران
فيعلقوا كرامتنا
في حبل الغسيل
وندفع ثمن الزجاج المكسور
عرقا باردا
ولعثمات طفل مذعور
كنا نتوارى
ونحن ندخل البيت
وندفن الأمر كله
في “صراع في الميناء “
وجسد هند رستم
المعتق اللذيذ
نستطيع رغم ذلك
أن نصطاد النمل على الحائط
والبعوض بالمبيد
ونطارد الصراصير
حتى البالوعات والأحواض
نستطيع أن نملأ رئاتنا
بعوادم السيارات
وآذاننا
بصراع الديناصورات الخشن
لجيراننا إياهم
لن نضحك
حتى لا يقبضوا علينا متلبسين بالشماتة
فقط–
سنحدق في الفراغ طويلا
ونبتسم.