سريرٌ بين غصنين – قصائد هايكو

سريرٌ بين غصنين – قصائد هايكو

حسني التهامي

اللوحة: الفنانة الأميركية ليلا كابوت بيري

(1)

أيْكةٌ وارفةٌ

يستلقي الصَبيُ على سريرٍ

بين غُصنيْن

(2)

سَحابةٌ دُخانية

قِطارُ آخرِ الليْلِ

ينفثُ أحزانَه

(3)

صباحُ الغربةِ

من ثُمالةِ القهْوةِ  

زهرُ القُرنفلِ

(4)

نَعْشٌ طائرٌ

بخِفةٍ يُهرْولُ

أتْباعُ الوَلَيْ!

(5) 

حقلُ القمحِ

بلونِ الحنطةِ

صوتُ القُبّرات

(6)

تكعيبةُ العم الراحلِ

حذاؤه المُعلّقُ

يتهادى مع الريح … 

(7)

موسيقى غجرية

 عازفُ الجيتارِ الُمسِن

يُحدّقُ في الفراغ …  

(8)

ممراتٌ جبلّيةٌ

أشقُ طريقي

إلى الله… 

(9)

تجمّعٌ عائليٌ

تبدأُ الخُوخةُ  

إزهارَها الأول

(10)

عودةُ مغتربٍ

يا لهفهفةِ النسيم!

باردةً على فوْديْه

(11)

مدخلُ المدرسة

غصنُ الكافورِ الحاني

يلامسُ شيْبتي

(12)

شرودٌ مسائيٌ

من أجنحةِ الفراشِ

رفرفةُ الشفقْ 

(13)

حفلُ تخرجٍ،

تتنامى أسفلَ السورِ

أعشابُ مُهمَلة

(14)

مقلاةُ الزيت

خلسةً أتأملُ وجهها

من إطلالةِ الشرفةِ

(15)

يا لهشاشةِ الريح

وهي تحملُ شالَها…

 أمام فؤاديّ الهَشْ!

(16)

جِسرٌ بحريٌ

بين تزاحمِ الأضواءِ  

غربةُ القمر 

(17)

انحناءة مفاجئة –

على طي تنورتها 

تتلعثم الريح!

(18)

غيمة داكنةٌ

يشيرُ طفلي 

هنالك يسكن الرب!

(20)

نزوحٌ جماعي –

طفلةٌ تُمسّدُ شعْرَ

جرْوَها اللاهث

(21)

ساحةُ القصف

لا تبرحُ البومةُ

قُبةَ الكنيسة

(22)

طلقاتٌ متتاليةٌ

سربُ حمامٍ أبيضُ

يُغيرُ وجهته

(24)

في طريقه إلى الحرب

الجنديُ يفضُّ شجارا 

بين طفلين

(25)

يتطاير شالُها

كم قفزةً لقلبي

على غصن الزيزفون! 

(26)

مرْجٌ ممتدٌ

عبثا أنفضُ عن روحي 

اليباس!

(27)

قمرٌ لامع 

على جانبِ النهر

تتعرى زهرة

(28)

طريقٌ معشوشبٌةٌ

يوما ما ستعبرُ جُثتي

 من هُنا … 

(29)

الإمساكُ بالدجاجةِ

شعورٌ متدافعٌ

بالجارة الحسناء

(30)

أفق ضبابيٌ

سحابةٌ عابرةٌ

أمْ فِطْرٌ نووي؟!

(31)

عواصفُ ثلجيةٌ

السماءُ والأرض  

ألماستان

(32)

طريقٌ دائري 

غطاءُ العربةِ

يُهفهفُ العادم

(33)

وحده يفهم 

انحناءة جدي

جذع نخلة هرمة!

(34)

على الجدار –

يراودها ظلُها 

امرأة عجوز

(35)

ببراءة 

يُلملم عش عصفور

طفلٌ لاجئ 

(36)

على المنضدة 

الوردة البلاستيكية

ربيعٌ دائم

(37)

من على متنِ الطائرة

نجومٌ على الأرض

أضواءُ المدينة

(38)

كم خريفا مرَّ 

كي يَخُطَ هذه الندوبَ 

يا وجهَ جدتي!

(39)

من أقدم عمرا

جدتي ..أم نخلة البيت؟

تتساءل طفلتي

(40)

فراشة ترفض التحلق

وشمٌ

على الخاصرة.


حسني التهامي شاعر ومترجم مصري، مواليد محافظة المنوفية، 1969، عضو اتحاد كتاب مصر، عضو مؤسس لملتقى الثلاثاء بالكويت، رئيس منتدى هايكو مصر الإلكتروني، رئيس منتدى Arab Haiku Society، صدر له عدد من المجموعات الشعرية منها: «زنبقة من دمي» 1999 – «الصبار على غير عادته» 2004، «أشجارنا ترتع كالغزال» 2013، – «رقصة القرابين الأخيرة» 2017، «وشم على الخاصرة» 2019 – «مزار الأقحوان» 2021.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s