دون هوية.. وبدون لون

دون هوية.. وبدون لون

محمود عبد الصمد زكريا

اللوحة: الفنان الألماني روفوس كريجر

الشعرُ.. يقترح الخروجَ إلي الخيال ِ الحُرِّ.

هَّيأ مقعداً للحالمينَ 

واقترح الجلوسَ 

علي أراجيح ِ السحاب ِ الرخو 

طارَ..

 راوده الهواءُ الرطبُ عن نبضاتِه ِ..

الشعرُ..

يعلم أنه الطقسُ المهيأ ُ للبكارة ِ

والأمان ْ.

الشعرُ.. موسيقا البنفسج..

ياسمينُ العشق.. 

قنديلُ البراءة..

كان يخرج دافئاً من نطفة في القلب؛…

حين تنفس الصُعداءَ

كان القلبُ يعصر خمرَ نشوته

يمد جناحَهُ العطشى..

وحين تقابلا 

حطَّا علي فرح ٍ

وذابَ الملحُ في قنينة سكري..

وقال الشعرُ وهو ينادم الأشياءَ:

هيا؛ وارتقي نعليك من مائيتي 

ثم ابدئي أمرا 

لا تسألي

حتى أبَّين من لدن كينونتي سِرَّا 

***

ذراعُ الضوءِ

 تخرج من جيوب الليل 

تدخل مهجتي من نقطة علوية 

والشعرُ يمشي

مثلما تنمو الحدائقُ في السهول 

مضَّمخاً بذهوله الرقراق ..

الفرحُ مسقطُ رأسه؟!

أم تلك غفلته التي مدت سذاجتها

لترسم لوحة ً أخري لشكل العشق..,

تكتب سيرة ً ذاتية ً للحلم ..

تقطف زهرة َ التاريخ ..

إحساسٌ جميلٌ

 سوف ينبت في خلايا النفس..

أعرفه لأوَّل مرَّة ..

من نقطة علوية 

قد يبدأ الشعرُ اندفاعته المثيرة ُ

 للخيال الحر

دون هوية ..

 وبدون لون .

***

سأظل أرحل فوق ريش الشعر 

أكسر دائماً 

قنينة َ الوطن المؤطر 

أمحو دائماً

 جدلية العصر المؤقت 

والتراكيب الرتيبة 

والمساحات التي امتلأت طحالب 

سوف أرتجلُ البراحَ 

وسوف تطلبني البحارُ جميعُها

بغموضها المأهول 

حين يروق لها التخفي

 في عبير زُهيرة ؛ 

وغثاء سيل .

وستستدرُّ الأرضُ عطفي

حين أدخل في معية لونها الرمزي

أغسلها بمحلول الخصوبة 

ثم أنشرها 

علي حبل البراءة ؛

والخيال .

***

سأظل أرحل فوق ريش الشعر

عرياناً كما الأسماك

أعصر في مجال حقيقتي

 عنبَ المجاز 

وقد تكون مليكتي شقراء 

أو حمراء

أو صفراء 

أو سوداء 

أو مزجاً هلامياً من الألوان 

أمسح عن ترائبها الوراثة َ

ثم أملؤها بماءِ الزهو.

قد ينهار شئٌ ما

 بداخل فطنتي 

فأموت.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s