باسم فرات
اللوحة: الفنان النيجيري جون أوجبيتا
على مَقْـرُبَـةٍ مِـنْ بَحْـرِ شيفا
يَستَيقِظُ الأسَى مُبْـتَـهِجًا
مُرْتفَعَاتٌ تُهَرْولُ نَحْوَ الأَمواجِ
لكنَّها تَتَعَثَّرُ بِتَلويحَةِ حَفيدةٍ
تُخَـبِّئُ في صُدَيْرَتِـهَا حَـنِـينَ جَدَّتِـهَا لِأَرْضِ الْبَـهَار
بُيوتُ المَدينةِ تُسَخِّمُهَا الأَمطار
وعلى ضِفَافِ الشَّـبَابِيـكِ
شَـجَـرٌ صارَ مَطْعَمًا لِلطُّيـُـور
قدَمَـايَ؛ وقد ألِفَتَـا الغُـرْبَـةَ؛ تَسْـتَدِلاَّنِ
على الريحِ التي خبَّأَتْ أنِـينَ الآبار
تَسْـتَدِلاَّنِ على عبقِ إفريقيَّةَ ومصابيحِ نشيجِهَا
على أسواقِ النِّخَاسَـةِ وسِـيَاطِهَا التي فَقَأَتِ التاريخَ
على ذكرياتٍ تَـرَكَـهَا نَاجُـونَ لِتُـؤْنِسَ الجُثَثَ؛
الجُثَثَ التي لِبَرَاءَتِـهَا يحتفظُ بها البحرُ طَـرِيَّـةً.
عندَ المُنْحَـدَرَاتِ الْخَجْـلَى
تَنْـهَمِـرُ الأنهارُ في يَديّ
رجالٌ أَطْعَموا الحَرْبَ بَعْضَ أعضائِهِـمْ
وفي ظِــلالِهِـمْ نَبَتَتْ قَنابِلُ موقوتةٌ
يَزرَعُـونَ ابْتِساماتِـهِـمْ في طُرُقي
مَرساةٌ في فَمِ نَهرِ تِمبي..
نُـقِـشَ عَليها تاريخُ البلادِ
إنسانٌ مُجَعَّدُ الشَّـعْرِ يَسْـحَقُ أَغلالَـهُ
ويُطْـلِقُ نحوَ السماءِ تَعْويذَةً
تَرِنُّ في أُذُنَيِ النَّـاظِـرِ لِلنَّـقْشِ
سَـــقَيْتُـهُ مِنْ ماءِ الفُــرَاتِ، فصَــافَحَــنِي.
مابوتو: عاصمة موزمبيق.