ترجمة: مها عطفة
اللوحة: الفنانة الأكرانية تاتيانا فيرستاك
أجهل كيف أعرّف البحر،
أعرف أن أركب الموج الذي ينعشه القمر
بنار طيفهِ؛
أستطيع أن أغوص في لجّته
وأصير سمكة سريعة
أو نورساً في الأعالي.
لكن البحر، كيف أصفه؟
حصانٌ عرفُهُ زبد
وعيناه زرقاوان؛
أعرف خبَبَه،
والعرق المتموّج لصدغيه المزجّجين،
أعرف عن اسمه المكنوز في لؤلؤة
أو في رعشة رمل.
يُجَنُّ الأطفال حول نوره
والفتيات يضحكن بشَعرهنّ الأخضر
وهنّ يعانقن الهواء الطلق.
رقصة رخويّة تهزّ الأجراس،
الماء يصفّق راقصاً ويكسّر أعراف الموج.
أخبروني أنّ البحر يسمّم
الزوارقَ الحلزونيّة وعرائس البحر الحزانى.
لكنّ النظر إليه لا يضرّ
لا يُحزننا الأفقُ الغامض
ولا مروحة المرايا،
ولا حركة الحلزون الساحر الزرقاء،
ولا الرجال السمر بابتساماتهم الصدفيّة.