عبدالناصر عليوي العبيدي
اللوحة: الفنان الأميركي فردريك أرثر برديجمان
عيناكِ أُحْجيةٌ مُثيرٌ حلّها
بحرٌ من الأسرارِ والألغازِ
في منطقِ العشّاقِ كانت حُجّةً
لتكونَ كالآياتِ في الإعجازِ
نهرٌ من الفيروزِ يجري في المدى
وعبوره صعبٌ على المجتاز
تًسْبِي قلوبَ الناظرينَ بنظرةٍ
تحتلُّهمْ فوراً كجيشٍ غازي
وتشدُّ أنظارَ الجميعِ بحسنِها
حتى الذي يمشي على العكّازِ
فتراه مشْدوهاً بثغرٍ فاغرٍ
عيناهُ جاحظتانِ مثل البازِ
ويميلُ كالمخمورِ في حركاتِه
متفاخراً كالطائرِ الهزّازِ
مهما كتبتُ فلنْ ألُمَّ بوصفها
حتى ولو بعضٍ من الإيجاز
إذ يعجزُ التبيانُ في ما قد حوى
من صورةٍ وكنايةٍ ومجازِ
عن وصفِ ثغرٍ كالعقيقِ شفاهه
أو أنْ يُجَسِّدَ روعةَ الغمّازِ
فتَّشْتُ في كلّ المعاني لم أجدْ
وصفاً يليقُ بحسنها القوقازي