اللوحة: الفنان الانجليزي روري اونيل
لا شيء أريد البتة
لأنني أصنع اللحظات
وأخيط ثوب الوقت
صاعدا..
هابطا
منازل في الرأس
وعراجين في الدماء
توتياء الحنطة
وشعير القصائد
لا رغبة لي في النوم
والحكايات التافهة
عن الحرب والحوادث المروعة
عن المواخير والمجاعات
عن رقصة زوربا
وموسيقى عبد الوهاب
عن الحداثة وماركيز
عن الطائر الملوث المسكين.
سأقطع ذيل الصمت
وأهش الذباب المسترخي
وأعبر السابلة
للميدان الفسيح
حيث النافورة
والحمامات
والحرس اللامعون
وأعتلي ظهر التمثال المجنح
ضاربا الهواء بكفي
متمتما… بأوراد
ومقاطع مبهمة.
لا رغبة لي
في الزهو والسطوع
منتفخا بالزهرات والأقانيم
بالعزف الأحادي
والجماعي
لانسياب الغزالات
ورقصات الطير
في فضاءات الدم المغلي
في زمهرير الرغبة
وبركان الانطفاء
سأعلق الوقت من رقبته
بجوار عربة فارهة
وسأطرق الباب الكبير
ليخرج لي ببزته الهائلة
تافها وجميلا
سأتوه في رأسي
مضمخا بالأعين الحجرية
لا شاي،
لا تفاح،
لا كأس،
لا ماء،
في انتظار السيد المهيب
جائزة الفراغ
وحصان الوحدة.
سأقول لا مليون مرة
وأعلق الأسئلة
في سماء الحجرة،
والشارع، والميدان، والمدرسة، والمسجد
وردهة المستشفى، وعيون الممرضات
والنوادي والأسواق والقطارات
وأضرب بيد هلامية
عصافير البهجة
وأدعو كل صعاليك الأمسيات البليدة
لمنازلة في الظلام
ومقارعة في الصمت.
سأضرم النار في كل الكتب
وأقذف بالشرائط والاسطوانات
وأحطم الراديو والشاشة الصغيرة
وأغلق الباب بإحكام
وأعلق رأسي
إن لم أدقها في الحائط
حتى لا يتسلل شيء بغيض
من كل ذلك … لداخلي …!!
يبث الثورة،
والتراتيل
ويضرب عرض الحائط
بكل عمليات الترويض
ناسفا الجسور
والطرق المفروشة بالأحلام
والنوم اللذيذ.
نص رائع. مفتوح الدلالات ويحمل الكثير من مجازات حية ونابضة بصور شعرية لاتخلو من الحركة واللون
إعجابإعجاب