صـلـواتـي

أصـبـحـتْ مـنـذ تـهـيَّـمْــتُـكِ

قَـصْــراً..

فـأنـا في ســفــرٍ مُـتَّـصِـلٍ

لـيـلَ نـهـارْ

سـائـحـاً بـيـن فـراديـسِـكِ ..

حـيـنـاً

أقـطـعُ الـدربَ مـن الـبـسـتـانِ حـتـى الـنـهـرِ لــثـمـاً

ويَـدِيْ تـفـتـحُ لـيْ

نـافـذةَ الـدهـشـةِ مـن بـيـن الإزارْ

أقـطـفُ الـتُّـوتَ

وحـيـنـاً أجـمعُ الـزنـبـقَ والـفُـلَّ

وأسـقـي

فـي هضـابِ الـصـدرِ حـقـلَ الانبهارْ

وأقـودُ الـغـيـمَ والـنـبـعَ الـى وادي الـريـاحـيـن

وحِـيـنـاً

أشْـمِـسُ الـلـيـلَ فـنـمـضـيـهِ نـشـاوى

مـثـلَ طـفـلـيـن شـغـوفـيـن بـِشَــمِّ الـجـلّــنـارْ

وبـألـعـابِ “الـحـرامـي سـارقِ الـقُـبـلـةِ”

و”الـسـطـوِ على الـوردةِ”

و”الـبـنـتِ الـتـي فَـرَّ بـهــا الـجـارُ” فـشَـبَّـتْ بـيـن بُـسـتـانـيـنِ

حـربُ الاخْـضِـرارْ

وقـصـاصُ الـحُـبِّ بـالـحُـبِّ

وحِـنّـاءٍ بـحِـنّـاءٍ

ونـارٍ تـطـبـخُ الـزّادَ بـنـارْ

نـقـلـبُ الـقِـصَّـةَ

تـغـدو ” شـهـرزادُ ” الـمَلِـكَ الآمـرَ بـالـعـشـقِ

فـتـسـتـلـقـي

عـلـى عـرشٍ مـن الـعـشــبِ

ويـغـدو ” شــهــريـارْ “

حَـكَـواتـي رحـلـةِ الألـفِ عـنـاقٍ وعـنـاقٍ:

كـان يـا مـا كـانَ عـصـفـورٌ وديـعٌ

ضـاقـتِ الأرضُ بـهِ يـومـاً

فـطـارْ

هَـرَبـاً

مـن مـخـلـبِ الـنـسـرِ..

ونـابِ الـذئـبِ..

والـقـحـطِ الـذي صـيَّـرَ شـطـآنَ الـفـراتـيـنِ

قِــفـارْ

والـسـلاطـيـن الـذيـن اخـتـصـروا:

الـقـريـةَ بـالـعُـمْـدَةِ

والأمَّـةَ بـالأســرةِ

والأرضَ بِـدارْ

فـأقـامـوا حـولـهـم

ألـفَ جـدارْ

طـافَ

حـتـى تـعِـبَـتْ مـنـهُ ريـاحُ الـشـرقِ والـغـربِ

وأضْـنَـتْـهُ الـمـنـافـي..

فـرأى عُـشَّـاً مـن الـلـبـلابِ

فـي وادي طـوى الـعـشـق ِالـبـتـولـيِّ

فـألـقـى عـن جـنـاحـيـهِ مـتـاهـاتِ الـصـحـارى

وأعـاصـيـرَ الــبـحـارْ

أتُـرى

أنـتِ الـتـي لـيـسـتْ تُـسَـمّـى؟

قـالَ.. واسْــتـدْرَكَ:

لـكـنَّ الـعـصـافـيـرَ كـثـارْ

وأنـا

أبْـعَــدُ عـن عـيـنـيـكِ مـن قُـبَّـرَةِ الـضـحـكـةِ

عـن أطـفـال وادي الـنـخـلِ

فـي عـصـر سـلاطـيـن الـجـهـادِ الـمُـسـتـعـارْ

أمـراءِ الـنـهـبِ والـحـربِ..

لـصـوصِ الـوطـن الـمـعـروضِ لـلإيـجـارِ..

أصـحـابِ الـحـوانـيـتِ

الـتـي تـعـرضُ لـلـبـيـعِ الـفـراديـسَ

وتـقـتـاتُ عـلـى جـوع الـثـكـالـى

سـارقـي قـوتِ الـمـلايـيـن

وأحـلامِ الـصـغـارْ