د. نادية إبراهيم
اللوحة: الفنانة السعودية فاطمة حسن المطر
الصفراء مصطلح طبي يشير لتلون بشرة الطفل باللون الأصفر، بسبب ارتفاع مستويات إفراز مادة « البليروبين» في الدم، وهي حالة من عدم النضوج الوظيفي للكبد ويحدث عند %50 من المواليد تقريبًا وتظهر عادةً في اليوم الثاني أو الثالث بعد الولادة، وقد يؤدي زيادة إفراز تلك المادة إلى حدوث تلف في المخ، وهي تحدث لدى الأطفال المبتسرين أكثر من غيرهم، حيث يعد الطفل المولود مبكرًا «من المبتسرين» أقل نضجًا، لذا يعتبر مستوى الخطر عليه أعلى من غيره من المواليد الذين ولدوا بصورة طبيعية.
أعراض مرض الصفراء
- اصفرار لون الجلد من الرأس حتى يصل إلى القدمين. ويظهر أكثر ما يكون في بياض العين وتحت الأظافر.
- عدم الرغبة فى الرضاعة.
- يبدو البراز كالصلصال أو باهت اللون.
- انخفاض مستوى حركة المولود.
«عزيزتي الأم، لكي تطمئني مبدئيا، عليك أن تجري الاختبار المنزلي الآتي: اضغطي برفق بإصبعك على جلد طفلك ثم ارفعي إصبعك، إذا كان الجلد مصفراً، فهناك احتمال إصابة طفلك بصفراء حديثي الولادة.»
خطأ مميت
يسارع الوالدان وبعض الأطباء في تلك الحالة باللجوء إلي اللمبة النيون العادية بالمنزل كي تعالج الطفل الوليد من هذه الحالة، تحت دعوي أن ضوءها يحمل أشعة تساعد الطفل علي الشفاء، والمدهش بالفعل أن هذه الظاهرة تحدث بشكل مستمر في العديد من البيوت والعيادات في حين أن من يقع ضحية المضاعفات الخطيرة لا يكون أمامه سوي طريقين: الوفاة، أو تدمير خلايا المخ والحياة بعد ذلك معاقا قاصرا في قدراته الذهنية.
لا أحد يدري على وجه الدقة لماذا يصر بعض الأطباء ومعهم العديد من الآباء والأمهات على أن اللمبة النيون داخل المنازل يمكنها أن تساعد على علاج حديثي الولادة من مرض الصفراء، فيوصون بتجريد الطفل من ملابسه وهو في هذه السن الصغيرة جدا كي يتعرض لضوء اللمبة، والأغرب من ذلك أن هؤلاء الأطباء لا يقدمون غالبا تفسيرا واضحا لهذه التوصية التي ليس لها نتيجة سوي تعريض الطفل للبرد والإصابة بالنزلات الشعبية في وقت يحتاج فيه لقدر أكبر من الرعاية والحرص الشديد خلال فترة إصابته بالصفراء.
العلاج والخطر
في الحقيقة ليس هناك خطر كبير من الصفراء الفسيولوجية، لكن عليك إجراء التحاليل والمتابعة للتأكد من نسبة البليروبين، لذا عليك اصطحاب الرضيع للطبيب والتأكد من خطة العلاج لأنه لو شك في خطورة الحالة قد يطلب حجزه في الحضّانة.
أما ضوء الشمس فهو مفيد نسبيا فهو يحتوي على كميات – وإن كانت ضئيلة – من الشعاع المناسب للعلاج، أما اللمبة النيون فلا تعالج الصفراء.
فعلي الأم أن تلاحظ لون جلد طفلها عقب الولادة، فإذا اصفر الجلد واصفر بياض عينيه يجب أن تتوجه فورا إلى اختصاصي الأطفال.
ملحوظة جانبية
بعض أطباء الأطفال وتمريض الحضانات للأسف، يقومون بشفط المخاط والسوائل للطفل حديث الولادة بقسطرة من داخل الأنف أو الفم وقد تصل إلى البلعوم، وأحيانا الحنجرة، ويفعلون ذلك بعنف يؤدي لتهييج الأغشية المخاطية لدى الوليد مما يسبب زيادة الإفرازات المخاطية وكثرتها، بل أحيانا يؤدي الى إحداث التجريح والتدمية، وهو إجراء ليس له أي خلفية علمية، وعندما تسوء حالة الطفل يتم اتهام طبيب النساء والتوليد بأن الطفل شرب من السوائل بسبب عدم خبرة الطبيب، وكثيرا ما يكون ذلك سببا في إثارة الأهل وتضليلهم، وإبعاد أذهانهم عن طريقة العلاج السليمة.