قصص قصيرة جداً

قصص قصيرة جداً

سليم الشيخلي

اللوحة: الفنان الأميركي ستانتون ماكدونالد رايت

الحب بأن لا تعرف شيئاً

(١)

الكدح المضني يدفعني باب الحلم فأطرقة، وأربته.. ثلة من الحور فلم أدخل. 

استفزت عشتار فاحترقت غابات خلفي لتحاصرني غيوما بالأسود. أمسكت رتاج الباب

والتعب ديدان تنهشني. الهاوية تقترب بريح مسمومة وأنا أغرق. جناحين من نور عينيها احتوياني لأخرج من بوابة الحلم لروضة قلبها… تلك حبيبتي.

(٢)

نفرش خيمتنا قرب حدود السبعين مثقلين بكل ألوان الحياة. الجسد يئن لكن روحها قافلة فراشات وأنا سرب سنونو والخيمة صامدة.

(٣)

عندما تضع رأسها كتفي أغلق عيني لأسمع زقزقة عصافير صباحية وأشم رائحة أول قبلة.

(٤)

الحب أثث أزقتي وأنار زواياي، همساتها ربيع أغنية خالدة، أحبها بكل صمت القديسسين 

ونداوة كرمة صبية. لم لا وهي التي أحس عمق حبها من أول لمسة.

 وما بعدها

سرت إشاعة أن ملك الغابة في غرفة الإنعاش، سور الوجوم كائنات الوداعة. امتلأت الغابة بنهيق الحمار، سرقات الثعالب وغازات آكلي الجيف.

الفاتحة والسلام

“أبانا الذي في أعالي السماء” و “الفاتحة” رددتها وصديقي في محنة طارئة تناغمتا لنحب بعضنا أكثر. اختصم صليب وهلالين على ملكية رؤوسنا وخبزنا الكفاف الذي نقتسمه لنطرد داخل الوطن.

الاستغماية

أمسك القلم فهربت تلك الأفكار التي دفعته اليه، حك رأسه، لوى عنقه مشرئبا السقف، أطفأ النور ودخل سريره. تقافزت الأفكار كالجنادب بينه والأغطية.

حروب كبيرة

لم يعد يستوعب ما يدور حوله من مستجدات تنينية، حاول طرد كل الذكريات الرمادية العتيقة والهزائم. رج رأسه بكل اتجاه لتخرج أسراب ذباب حجبت الشمس، تأخذ شكل خازوق كبير احتواه، ودعه الطين بسعفة خضراء تعلو رأسه وشاهدة.

إلى الأمام

تهرب إلى الشعر حين تحاصرها الرماح العربية، ترسمه جدران المدينة، مزارعها وتحت وسادتها ويخدرها الحد الذي لم تعد تحس آثار أحذيتهم على جسدها الغض.

مكرمة

رسم على تنور أمه وجه حبيبته، دولابها خارطة وطن دون حدود، شارة ريال مدريد حذاء أبيه. حدق في المرآة فرسمته سراب.

مترادفات

عندما أصل البيت سأمص اصابعها واشرب الحليب، أصنع طفلا يتحمل شقاء الحياة معي. الشرقية التي نامت بندبة حول عينها دون عشاء لم تفكر بالغد ورائحة الشمس.

طحالب

هيأ رقبته لصفعة فانكمش مبتسما مثبتا عينيه على كف ثقيل بانكسار. منح مظروفا يمسح به زرقتها والذل بتحذير أن لا يتقاعس في الكتابة عن الشارد والوارد ودبيب جمل محشوة بالتمرد.

سومري

مدته بالألواح وأقلام خشبية طالبة منه أن يكتب أسماء اعدائه لينتقموا له منهم. ظل أسبوعا يحفرها على الألواح واختتمها باسمه مقدما إياها لهن بطقوس عتيقة. اجتمعت الآلهة وهيأت أدواتها قابلة بمقترح عشتار بالانتقام من آخر أسم مرقوم. 

بالجملة

رحل المئات الى الجانب الآخر من الحياة عندما سقطت عليهم جدران مصانع الملابس المتهرئة الأوربية الماركة في بنغلاديش.. عمال العالم بالموت تتحدون.

نظرية

أحنت رأسها كتفه بنصف اغفاءة واستسلمت للغد، أرسل عينيه تبحلق بالأخريات ويديه

تتحسسها.

حوار عاطفي

  • الوطن الذي باعنا واشترى الإمعات ما زلت أحبه

قرصت ادنه بابتسامة ساخرة:

  • هيا الى….

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s