يحيى السماوي
اللوحة: الفنان الجزائري خالد بوكراع
لـو يُـرجِـعُ الـنـدمْ
الـى فـمـي سَـهـمَ سـطـورٍ
كـنـتُ أدْمَـيْـتُ بـهـا حـمـامـةً ضـوئـيَّـةً
هـديـلـهـا مـثـلُ أذانِ الـفـجـرِ فـي حـديـقـةِ الـحَرَمْ
حـطَّـمْـتُ قـوسَ الـحـبـرِ الأوراقِ
والـقـلـمْ
***
لـو يـبْـعـثُ الـنـدَمْ
طـيـورَ أحـلامـي
الـتـي ذبَـحْـتـهـا بـخـنـجـرِ الـظـنـونِ..
لـو يُـنـبِـضُ
فـي مـقـبـرةِ الـخِـصـامِ
مـا خَـلَّـفـتُ
مـن رِمَـمْ
أعـلـنـتُ عـصـيـانـي عـلـى حـنـجـرتـي
وعـشـتُ عـمـري أخـرسـاً أصَـمْ
***
لـو يَـغـفـرُ الـنـدمْ
خـطـيـئـةَ الـجـنـوحِ
عـن دربِ نـدى زهـورِ وادي الـلـوزِ
والـخـمـرِ الـبـتـولـيِّ الـتـراتـيـلِ
ومـا ارتـكـبْـتُ مـن مـعـصـيـةِ الـتـسـبـيـحِ
لـلـصـنـمْ
قـطـعْـتُ مـنـي الـيـدَ والـقَـدَمْ
***
لـو يُـصْـلِـحُ الـنـدمْ
مـا أفـسَــدَتْـهُ الـريـحُ
بـيـن صـحـبـةِ الـمـحـراثِ والـتـنُّـورِ
والـنـحـلـةِ والـوردِ
وبـيـن الـوتَـرِ الـطـفـلِ وقـوسِ دُمْـيَـةِ الـنـغـمْ
رضـيـتُ أنْ أسـقـطَ
مـن صـهـوةِ يـومـي نـازفـاً
مُـضـرَّجـاً بـصـخـرةِ الألـمْ
***
لـو يُـعـشِـبُ الـنـدمْ
صـحـراءَ يـومـي وغـدي
لـمـا اشْـتـكـتْ قـارورةُ الـجـفـنِ نـزيـفَ دمْ
***
لـو أنَّ للندمْ
قـلـبـاً كـقـلـبـي
لاشـتـكـى مـن وجَـعِ الـنـدمْ!