سليم الشيخلي
اللوحة: الفنان المصري فاروق حسني
فاكهة الشتاء
فرك يدية، الدف حاوطهما، هرول قليلا ليطرد النعاس وبردا يحاصره والبيت يبتعد كلما اقترب
الشتاء لايعرف الحياد مع الفقراء وعليه الوصول بسرعة فحزمة الخبز بين يديه من ضروريات ان يكون هناك.الظلمة تقترب ببطء، دفع الباب بقدمه بصعوبة.
- تأخرت يا سيد الدفء والخبز
دنا من حفرة النار وانكفأ عليها.
بكر
الليمونة التي أصبحت رمانة صبت رحيقها أحلامه ليتعثر باتجاه معاكس.
تفاوت
مد يده بوردة في اللقاء الثاني، ابتسمت بحيادية مالت بها للسخرية، تذكره بالهدية التي طلبتها.
- دروبي وردة.
- ابحث عن عمياء لم تر الشارع بعد…. افترقا دون شفقة.
نداء
تمنى أن تنفض السهرة وتنطفئ دلال موقد الديوان بمكان داخل الاهوار. رنت جناجلها من بعيد إيذانا بليل وردي الملامح. تظاهر بالنعاس ليغادرهم بشفاه ملتهبة.
طبيعي
- اعترف.
- بماذا؟
- انك ارهابي.
- لكني مقعد بصير.
- اعترف…. نحن نتدبر ذلك.
اول الغيث
ارتبك وحبات العرق تتظاهر على جسده حين مالت وبرز معظم صدرها ليراه أول مرة في حياته، جارتهم التي طلبت مساعدته لطي ورفع سجادة ثقيلة. سقط بينهما ليهتز ويبكي فتضحك، لم ينم تلك الليلة فقد حاصراه بشدة.
دورة مياه
سأصبح مشهورا، بطلا على صفحات الجرائد.المجرم يعدو نحوي والعسكري يركض خلفه.
فردت يدي واحتضنته لنسقط سويا الأرض. انهضه العسكري، ركلني باصقا وراحا يركضان. غضبت على الذين يسخرون حولي ونهضت ميمما طريقي نحو الشوارع الخلفية.
مناكفة
مغلقا فمي على ابتسامة صفراء. الشرطي يمسك هويتي بالمقلوب.
- لست أنت.
حلفت له بكل ما يؤمن به إنه أنا فلم تهتز له شعرة، وقفت أمامه على يدي.
- والآن
ابتسم، اعتذر واستدار مبتعدا.
رحيل
عشق الفنون والحب والطبيعة، سوراه بالإنسانية ليصير صريحا حد الأفق. فاجأته الدروب بالانفرادي والنفسي فقرر الرحيل طواعية. انزله عمال البلدية بقدسية واضعين شاهدة مختومة بنخلة وسرب حمام دون ذكر اسم.
لا مفر
لملم أشلاء نعاسه ليمسك الحلم الذي فر من بين اصابعه وحلاوته ما زالت ترتدي روحه بدفء وتستقر اعماقه ضوءً بطعم جديد، غطى راسه مصيدة بالحلكة، ركز تفكيره في نقطة صغيرة انتهى عندها، خطوتان ويغادر بوابة الجب وثرثرات المدينة. ثنيات الحصيرة تحته توخزه لينهض ويعاود واقعه من جديد.
أحفادأ
ابراهيم – 9سنوات
- لو قامت الحرب اين سنختبأ ؟
- بقلبي
- لكنه صغير
ابتسمت له وانا اتحرك لإغلاق التلفاز
- انه تفاحة حمراء سعة الكون
ملك – 6 سنوات
بعد عودتها من العمرة
- استأنستي هناك في مكة؟
- مو مكة اسمها الكعبة بيت الله. قالتها بحماس شديد
- وماذا رأيت؟
- لم يكن الله موجودا هناك.
عبد العزيز – 8 سنوات
- اين ستسافر؟
- كالعادة جزر الواق واق
- هات معك ملابس شرطة
- لا اقدر لان حجمها هناك على مقاس اللصوص فقط
ملك مرة أخرى
رأتني حاملا حقيبتة سفر
- وين رايح جدو.
- العراق.
- خذني معك.
- لما تكبرين.
نظرت إلي بإنكماشة بريئة ووجهها يرتفع قليلا بعينين مسلطة وجهي
- ستكون عجوزا لما اكبر.
وضعت الحقيبة أرضا ورحت اقبل سنواتها المرسومة خدها بلذة نبيذ معتق.
حانة الشعراء 