ترجمة: منير مزيد
اللوحة: ماتسو باشو بريشة الفنان الياباني كاتسوشيكا هوكوساي
(١)
صباح مثلج ـ
وحيدا
أمَضْغ السلمونِ المُجَفَّفِ
(٢)
يميل ضوءِ القمر
خلال بستانِ الخيزرانَ
وقواقِ يبكي
(٣)
راهب يَرْشفُ شاي صباحِ
الجو هادئُ
أزهار الأقحوانِ تتفتح
(٤)
لا أزهارَ ولا قمرَ
يَشْربُ الساكي
وحيدا
(٥)
بركة قديمة صامتة
ضفدع يَقْفزُ إلى البركةِ
طرطشة! الصمت مرة ثانية
(٦)
في صرير السيكادا
لا إشارةَ يُمْكِنُ أَنْ تَتنبّأَ
بموتها
(٧)
لا أحد يسافر
على هذا الطريق إلا أنا
هذا المساء الخريفيِ
(٨)
برودة البطيخِ
مُنقّط بالطينِ
في ندى الصباح
(٩)
سَنَة أخرى مضت
وأنا لا أزال أَلْبسُ
قبعة من قشّ وصندلِ من قشِّ
(١٠)
أَنَامُ
اقترض كُمِّ
الفزّاعةِ
صقيع منتصف الليل
السيكادا: حشرة تقوم بصوت الصرصرة عن طريق الطرق على غشاء مشدود.
الساكي: شراب كحولي ياباني يصنع من الأرز المخمر ويقدم ساخن.
ماتسو باشو (1644-94) شاعر ياباني والمعروف بالشاعرِ العظيمِ الأولِ في تاريخ شعر الهايكو، ولد من عائلة نبيلة بارزة من إحدى العائلات المحاربة (ساموراي)، إلا انه رفض نمط الحياة الأرستقراطية وفضل حياة العزلة الترحال والتأمل، فانزوى بالقرب من “إيدو” – طوكيو اليوم – في مكان أطلق عليه اسم “صومعة شجرة الموز” (باشو-آن)، ومنها استمد لقبه (باشو) والذي يعني شجرة الموز.