باسم فرات
اللوحة: الفنان السوداني صالح عبده
بـاعَـةُ الكتُبِ، دكاكِينُهُمُ الصغيرةُ
يَعْـلُوهَا التاريخُ
ظُـلْمَـةُ القُـبُـورِ
ولهيبُ الجَحِيم
وحِينَ تتوغَّلُ في الصِّـرَاطِ المُنْـحَـنِي
تجدُ طفولةً أجْهَـزَ عليها
“أبي فوقَ الشجَرة”
ومَن تَبِـعَـتْهُ من ذَوَاتِ “هَزِّ الوسْط”
أعمَى يبيعُكَ الحَسَنَاتِ بِجُنَيْـهَـيْنِ
وملابسُ نَـوْمِ الشَّهوةِ
تُـوقِـظُ ما لا تُحْـمَـدُ عُقباه
قوسُ قُزَحٍ يَـنْـثُرُ رَمادَهُ
يتحاشاهُ المارَّة
فيَجْمَعُـهُ الشحاذُونَ
لِـيَــنْــفُخُـوا فيهِ أيَّامَهُمْ ليلاً
عباءاتٍ، واللواتي خَـرَجْنَ من قطارِ الأنفاقِ
خَلَّفْنَ عَرَقًا
تفْـرُكُـهُ فيَـمْلأُ الشَّـوَارِعَ صبيانٌ
تتنازع النسبَ فيهم إفريقيةُ وأوربا
وما خلَّـفَتْ زَنُوبيا لِـوَرِيـثِـهَا عَـمْرِو بْنِ العاص
كنتُ أحْـرِصُ على نَظَـراتي
أنْ لا تَسْحَقَهَا الكعوبُ العالية
فأُغلِّـفُها بالحَيَاءِ
وأمضي…