سليم الشيخلي
اللوحة: الفنان المغربي عبد الحق سليم
البديل
أقر بأنه يشبهني لدرجة ما، ولم تأخذه الدهشة التي اعترتني، تصرم في هيئته منتصرا وهو يؤشر لشرطي باتجاهي:
- سارق نقودي واوراقي الرسمية.
اعتراني خوف رمادي لكن براءتي حائط سميك اتكأت عليه.
- سينكر، اعرف اين خبأها.
سار بنا الشرطي بحيادية الى داري وهمس لي:
- لا اتهمك، أحقيقة ما يقول؟ أومأت بابتسامة فاترة بلا.
في غرفتي اتجه مباشرة الى حيث ما ذكر مخبرا اياه بكمية النقود حد الفكة، نظر الى اوراقي الثبوتية بدهشة واخرى حين عد النقود:
- انها له. هاك انظر.. أخذني الى المرآة لارى شكلي الذي لا يشابهني.
- ساسامحك لطيبك. قالها وهو يناولني اليه. كم انت ذكي تعيش عقودا بثبوتات مزيفة.. هبطت على كرسي الوحيد دون احساس متمنيا لو قلت له كم كنت غبيا لكنهما خرجا مسرعين تاركين دهشة تعصف بالغرفة.
نسب
- هنا:
- لست انت!
- بالطبع، فما يفوق الادراك سلبيا يعطل العقل، يجعلك تكفر بالمجتمع كلاً حتى الاخيار مكتوفي اليد.
استثارني حديثه، أومأت له بالجلوس والبوح.
- دخلت علي مواطنة تمسك بيدها خادمة ضئيلة، لم تصل العشرين من العمر، يملؤها حزن عميق.
- مالأمر؟
- انها خادمتنا، أحست بألم في بطنها وتبين انها حامل.
طلبت منها الخروج، ومن الخادمة الجلوس لاقرب مقعد. طلبت لها قدح ماء. التفتت إلي بنظرة قاسية، بنظره استسلام تشجيعية مستفسرا عن الإدعاء هزت راسها مؤكدة.
- من الفاعل؟
- لا أدري!
- كيف؟ صحت عاليا. من والد جنينك؟
- قالت لك لا ادري. وبسخرية اثارت كرامتي. كلهم!
- وضحي!
- بابا، الاولاد، بعض اقاربهم. لقد اصبحت سلة نفايات.
- ولماذا لم تشتكي من ذلك؟
- عائلتي هناك على حافة الموت جوعا. لأمت هنا وليأكلوا هناك. موشرة صوب البعيد.
وضعت راسي بين يدي متمنيا البكاء في حضرتها في حضرة صمتها.
هناك
حضر الجميع للغداء لكن الطعام لم يوضع بعد. استفسر الاب، اتاه رد الام بأن الخادمة في المخفر. إستسفر, ما الذي فعلته هذه المسكينة؟
- – حامل! قالتها بنظرة تحمل جميع الدلالات.
تجهم الجميع بصفرة تعلو الوجوه، وحيرة اتهام معاكس إلا حمد ابن العاشرة ابتسم متشفيا.
وجهة نظر
- أحمق، جبان غادر الشباك كالعادة.
لملمت أشياءها وعادت إلى غرفتها. أمام المرآة اعادت تشكيل رغبتها. دخلت الحمام، عادت و كوب الشاي. هدوء المكان يستفز انوثتها.
- الوحدة قارصة، الجار غبي، يتلصص، يستمني ثم يختفي.
حانة الشعراء 