سعد عبد الرحمن
اللوحة: الفنان السوري محمد غنوم
عند تفكيك جملة (هأنذا) نجد أنها تتكون من الضمير المفرد (أنا) المسبوق بحرف التنبيه (الهاء) والملحوق باسم الإشارة (ذا).
النحويون يرون في هذه الجملة وجوب الإخبار عن الضمير باسم إشارة مناسب كما في قول الشاعر:
إن الفتى من يقول: هأنذا
ليس الفتى من يقول: كان أبي
فقد جاء الإخبار باسم الإشارة المفرد (ذا) على الضمير المفرد (أنا)، ولما صار الضمير جمعا كما في قوله تعالى: (هأنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم) وجب الإخبار عن الضمير (أنتم) باسم الإشارة الجمع (أولاء)، وفي مسألة الوجوب هذه كلام فقد جاء في بيت للبحتري خلاف ذلك هو قوله :
(هاهو) الشيب لائما فأفيقي
واتركيه إن كان غير مفيق
وكذلك في قول مجنون ليلى:
ف(هأنا) تائب عن حب ليلى
فمالك كلما ذكرت تذوب؟
فلم يخبر البحتري ولا مجنون ليلى عن الضمير باسم إشارة مناسب ولا غير مناسب.
واحتج بعضهم على ذلك بأنه من ضرائر الشعر، أي مما يجوز للشاعر ولا يجوز للناثر.
بيد أن ابن هشام قال في مقدمة كتابه (مغني اللبيب): (وهأنا بائح بما أسررته) مما يدل على جواز ذلك في الشعر والنثر على حد سواء، والله أعلم.
***
الفعل (يريد) أحيانا لا يعني الإرادة أي النية والرغبة في الفعل وإنما يعني قرب حدوثه، وعلى هذا المعنى الخاص ورد في قوله تعالى من سورة الكهف: (فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض) أي يكاد أو يوشك أن يسقط .