يحيى السماوي
اللوحة: الفنان العراقي حسين الساعدي
كـالـلـصِّ
فـي حَـذرٍ دخـلـتُ مـدائـنَ الـوطـنِ الـجـريـحِ
مُــفــتِّــشــاً فـي زحـمـةِ الأيـامِ
عـن أمـسـي الـقـتـيـلْ
وعـن الـسـمـاوة والـفـراتِ
ونـخـلـةِ الـبـرحـيِّ وسـطَ الـحـوشِ والـجـارِ الـقـديـمِ
وبـيـتـيَ الـمـوعـودِ فـي فـردوسِ بـسـتـانـي
الـذي اسـتـودعـتـهُ
مَـنْ خـان نـامـوسَ الأمـانـةِ والـرجـولـةِ
والـخـلـيـلْ
فـرأيـتُ أقـمـاراً مُـهـشَّـمـةَ الـسـنـى
والـنـهـرَ يـســتـجـدي الـنـدى
والـعـاشـقـيـن بـأرضِ نـخـلـةَ يـشـربـون الـدمـعَ
والـبـسـتـانَ مـذبـوحَ الـنـخـيـلْ
أأقـولُ مـا شـأنـي
رغـيـفـي طـازجٌ وحـبـيـبـتـي قـربي
وبـيـتـي عـامـرٌ
وكـؤوسُ مـائـدتـي طِـلاهـا الـزَّنـجـبـيـلْ؟
فـسـألـتُ قـلـبـي
أيـهـا الـقـلـبُ الـفـراتـيُّ الـمُـنـى والـعـشـقِ
والـحُـلُـم ِ الـجـمـيـلْ
كـُـنْ نـاصـحـي..
فـأجـابَـنـي قـلـبـي ســأبـرأ مـنـكَ
لـو خِـفـتَ الـلـظـى فـي الـذودِ عـن عـشـبِ الـغـزالِ
وعـشِّ عـصـفـورٍ عـلـيـلْ
وعـن الـحـديـقـةِ والـفـراشـةِ
والـكـمـنـجـةِ والـهـديـلْ
فـخـشـيـتُ أنْ يَـعْـتـابَـنـي شَــرَفـي
ويـبـرأ مـن جـذوري
طـيـنُ بـسـتـانـي الأصـيـلْ
لـو أنـنـي أطـبـقـتُ أجـفـانـي
وقـلـتُ
حـبـيـبـتـي قـربـي وبـيـتـي عـامـرٌ
وكـؤوسُ مـائـدتـي طِـلاهـا
الـزنـجـبـيـلْ.
كل قصائدك رااائعة احييك
إعجابإعجاب