اللوحة: الإسبانية أنابيل أندروز
من جديد
يحتشد الموتى
وتجار الحروب
وبائعو الساعات
والمدرس الممشوق
وعصاه،
ومشيته الهائلة
من جديد
تسقط الشعوب
والخطب النارية
وحمى الوطن
وإردواز المعلم
من جديد
تطفح المجاري
وقبعات النساء
يرتد البكاء
والقابلة تصرخ بالماء
والحنّوط،
والسعال.
هكذا
ندفن الرأس بين أيدينا
ونغرق في البكاء
ما كان ينبغي
أن نحفر في العمق
والأرض عائمة فوق الأسن
رباطة الجأش
واندفاع الفأس
كوكتيل الجماجم
والترهات
نساء متشحات بالعري
آخذات في الركن
زاوية من زهد
ونائمات على التوابيت
فتيات ملثمات
وباسطات الأفخاذ
والخناجر
والحناء
خذ بيدي
وتوخ الحذر
لأنهن لا يعطين أجسادهن
للسوقة
والداعرين
لست واثقا
من خطوتها القادمة
ولست متعجلا سهمها النافذ
الرموش،
الأظافر،
الكهرباء.
لست واثقا من الباعة الجائلين
والشوارع الجانبية
والأشجار والظلال
ومواعيد القطارات
والضفائر
والكراسات
لست واثقا أن ما كان مدرجا في التلافيف
يدخل الآن حجرة
البث والتأليف
بخيوط العنكبوت التراثي
والحداثي
بينما الساحة
تعج بأكياس الرمل
وحوائط الصد
وطواحين الهواء!