سليم الشيخلي
اللوحة: الفنان الاسباني ويلي ليبلاتينيه
غدا ساقابله ليزداد توتري فيختبئ النوم، تمنيت أن أفصح لزوجتي وأحرمها من المفاجأة، سأرى الدهشة العميقة وانا أخبرها أني قابلت الوزير. الوقت يتمدد داخل الغرفة بتكاسل موخز، سأنشغل بقصة على جهاز الحاسوب أخدعها باضافة لمسات تمكنني من التماهي مع القارئ. بعد السيكارة الرابعة اكتشفت ولوج جملة “قبول ولدي بمعدلة المتوسط…” بين ضؤ القمر وقوارب الصيادين. ضغطت زرا دون تركيز فأختفت الصفحة. افترشت الأرض متكئا كنبة ورحت ارتب جملي.
“سيدي الوزير ما زلت عاطلا عن العمل منذ زمن بسبب جواز سفري. لا، لا لن تكفي عشرون ألف لتعديل وضعي إلا ان اكرمتموني بشقة وسيارة. الخادمة! كلا سيدي فقد تعودت طبخ حبيبتي وطريقة كيها للملابس وأشياء أخر. ولماذا السائق! بناتي في مقتبل العمر والمسكوت عنه ما يملأ الصحف الصفراء. ما رأيك بمنحهن رخص قيادة؟”
في صباحي المعتاد لعملي رن هاتفي فهتفت… “الوزير”
- ألو عيوني
- استاذ علي؟
- لا والله عمر.
تأسف معتذراً، أي شيطان يشاغبي ارسله ليفسد تركيزي في تأثيث جملي وانفعالي عند مقابلة الوزير. ان بان اريحيا ساطلب فطورا وزيريا مع قدح من عصير المانجا الأصلي.
“ما رأيك ان اكون مستشارك في قضايا المقيمين. لدي خبرة طويلة بهمومهم، طريقة تفكيرهم، ساقدم أنجع الحلول وابسطها.”
في المكتب رن النقال فصرخت الوزير
- الو
- هلا سلمان اشلونك؟
- ساتصل بك لاحقا. اغلقته بسرعة.
ظل النقال صامتا حتى خروجي الى موقف الحافلات ليرن وبلهفة:
- ألو.
- سلمان ناصر. معك مكتب معالي الوزير، حبذا لو جئتنا
- اتدري لماذا يطلبني.
- طلب منه احد اصدقائه إيصال كتاب معي لشخص تعرفه فالرجاء ايصاله اليه.
مسحت النقال من حبات العرق وركبت الحافلة لتختلط رائحتي بالآخرين.
يوسف
أنحنى لعلبة سجائري وولع واحدة
- هل ترا ه يسمع؟
- اعتقد.. فقد قيل.
نعم اسمع لكني لا أقوى تحريكي، احسني هامدة، وقف أخي الكبير الذي لم أره منذ عشرين عام قرب رأسي.
- يبتسم الصعلوك حتى في رحيله، كم حاولت معه حياة أرغد. كرامة! خذها معك الآن علها تحسب لك هناك.
- ارجوك. جلال الموقف! يكفي إن المدينة اعلنت الحداد.
حاولت رسم ابتسامة أكبر، مشاكسة كما كنت معاندا العمل طبالا في جوقة السلطان المنعم عليه ثراء لإدارته الحفلات الحمراء وغسل دماء الضحايا قبل أن تجف.
ظل حديثهم يدور حولي لتهبط كلماتهم فراشات على جسدي. ساعات قليلة هبط ظلام لفني فتركتهم الى هناك.