سامح درويش
اللوحة: الفنان السوري حمود شنتوت
عـسـلٌ نـصـفُـها ، . . و نـصـفٌ لـهـيبُ
و عـلى صـدرهـا الشـهـيِّ أذوبُ
كـلها نابـضٌ . . كمـوجــة بـحـــر
أو كـرفَّــات سـرب طـيـرٍ يـؤوبُ
في يـديـها حـدائـقٌ تـتـغـــنَّــــى
و بـعـيـنـيـهـا للأمـانـي دروبُ
خاصـرتهـا النجوم ، و النور ينداح
حواليها ، مـشـرقاً لا يغـيبُ
يالـها أنـثـى قـد تـفـجَّــر فـيهــا
سحر سر الأنوثة المشبوب
مَلَكَتْني . . . مَلَكْتُها . . . فامتلكنا
عالماً أْفْــقه رحيبٌ . . رحيبُ
كلها لي – وكلها مشتهى
يحلو بعيني .. و خاطري ويطيب
***
هي نـارٌ لـذيـذةٌ أدْفـأتْــنـي
و سباني ضـياؤهـا المحـبوبُ
كُتِبَتْ في دمي .. و فوق جبيني
قدراً حلواً .. ليس منه هروبُ
أنا أهواها .. و هي مولعةٌ بي
و كلانـا لصـنـوه مجـذوبُ
***
في رحـاب ثـريـة ، جـَمـَعـَتـْنا
ليلةٌ .. وقتها بهيجٌ خصيبُ
لـيـلة لم تـكـن كـكـل الـليـالي
عطَّرتها مشاعر .. وطيوبُ
للرخـام الطـري فيها أريـجٌ
و بهاءٌ .. و رعشة .. و وجيبُ
يا لذا الأملس المثير تجلّى
و انزلاق الحـريـر عـنه خـَلـوبُ
لمسه متعة … و تقبيله
يُسكر … و النور حوله مسكوبُ
جُنَّ لما جننتُ ، فارتج
نشوانَ ، شجياً ..للهفتي يستجيبُ
و يمد اليدين يحضن صدراً
لأعاصير الشوق فيه هبوب
هدأت عنده الأعاصير لما
أنزلت غيثها الغيوم السكوبُ
و ارتوى الظامئان، حتى تبدَّى
لهما ما قد غـيّـَبـَتْه الغـيـوبُ
***
فُتِحَتْ أبوابٌ … و لاحت جنانٌ
رحت في روضها الخصيب أجوبُ
فـتـنـتني مواهـبٌ و فـتـونٌ
و فمٌ ساحرٌ .. و جسم لعوبُ
و فنون في العشق قد أتقَنَتْها
في تفـاصيلها يحـار الأريـبُ
أدخَـلَـتْني لعـالم مستـحـيـلٍ
كل ما فيه مذهـلٌ .. و عجيبُ
***
عسـلٌ لاهـبٌ له في كياني
وَهَجٌ باردٌ … و لسعٌ رطيبُ
كلما ذقت رشفةً ، لسعتني
لذةٌ ، تشتهي لظاها القلوبُ
لذة من مواقد النشوة الحرَّى
لها في دمي خطى .. ووجيبُ
***
عـسـلٌ نـصـفُـها ، . . و نـصـفٌ لـهـيبُ
هي عـشـقي ، و هي العـذاب الحـبـيـبُ
و هـي جــمـع التـناقــضـات بأنـثـى
كـلـهـا لي مـحـــبـَّبٌ مـرغــوبُ
أنا أهـواهـا ، .. لا غـنى ليَ عـنها
و عـلى صـدرها الشـهي .. أذوبُ