سليم الشيخلي
اللوحة: الفنان السعودي عبد الله حماس
- اريدكم كل واحد تحت نجمة.
ما الذي دعاك تطلق خيول لعناتك سنابكا تدوسنا لنتفرق هكذا. أتخيل تلك اللحظة بوجوهنا الخائفة مبتعدين عنك رغم انكماشنا المكان واقفا باب غرفة الاستقبال تنينا ينثر نظرات حادة توزعنا خوف عبيد القرون الوسطى بلا مبرر. لم يك تبلل ملابس الصغار وتأتأة الاكبر مدعاة لفخرك سلطانا للبيت، أم أن الابوة انزلقت عن مسارها لحد الخوف علينا ببربرية. كم علقنا من محظوراتك ولاءاتك جدراننا كي لا نجعل اجسادنا البضة مسرحا لكفك الخرافي. ايها الوديع حين تغادر البيت فأحبك اهل الحارة إما ماملكت ايمانك….!
- اريدكم كل واحد تحت نجمة.
ليتنا نعرف أين قبرك لنخبرك بأن النبؤة تحققت وبالكاد يرى بعضنا البعض، ولدك الصغير تعدى الخمسين لفه ضباب مدينة اجنبية قبل ثلاثة عقود ونيف هرباً منك وزبانية هبل. لم ارسلت تلك النخلة نجمة باردة وعملا لا يسد أوده فلم يرسل لك نقودا طيلة حياتك ولم تترك له سوى عصاك التي يعرف لسعتها.
- شلونك؟
- هاي هيه.. تنقضي. جوابه التقليدي بعد كل مكالمة. تزوج هناك ليكون ثور ساقية لإمرأة من الثلج ولم يتخلص منها طلاقا الا بعد ان شب ولديه واقتحما ميدان العمل. ليجمعنا كلا بالموصل ويعقد قرانه على نخلة من حبوب البرغل.
لم تدخل ابنتك الكبرى مدرسة. هربت أول امس الى تركيا عن طريق اربيل بعد دخول داعش الى الموصل. بعد غيبات طويلة التقينا الخمة في الموصل لنزوج اخينا من هناك لكن لعنتك انتظرت نهاية الحفل لتهاجمنا بهم، من حسن حظي كنت سافرت قبلها وبقيت اسرتك المتحركة تحت اجنحة نزواتهم. كافلام هوليوود بعد اسبوع خرج اخي وزوجتي واخت ليبقى من ارثك المتعب اختين وجريرتيهما دون اتصال.
ماذا دهاك تلك اللحظة، الاباء يعشقون الا نحن كل منا تحت نجمة ورغم اننا بلغنا المحطات الاخيرة من اعمارنا وما زلنا نحبك. انتشرنا وظلت تميمتك تطاردنا والكل يترحمك على تربيتك.
يد تمسك اللجام برشاقة
ارتبك وهو يراني اسحب كرسيا لأجلس بهدؤ مزيف طاولته فقد كان الموعد معها لكنه لم ينس الترحيب المتكسر بي. ها أنا في الخطوة الأولى من سيناريو أعددته امس لأبتعد عن جلل وحزن يقتربان مني وتسويري بما لا اطيقه، قلقي بدأ منذ شهر واتابعه بروية ساكنة.
خف الحب، توابعه وكثرت الاعذار وبدأ عطائها يجف رغم طيوف جداولي لها. تشاء صدفة أن يرن نقالها ونحن حول طاولة العشاء، أغلقته، رن ثانية، أغلقته ليصمت كليا، لم يدفعني الفضول لشيء فتركت للموجة حاراتها. فتح الفضول فوهاته ليملأ الشك صدري فسعلت لأعب من قدح الماء .