د. سامح درويش
اللوحة: الفنان العراقي ضياء العزاوي
يخادعني قولك المغرض
فأسمع منك.. ولا أعْرِضْ
فكيف اتبعتك؟
كيف قبلتُ الذي أرفض؟
وكيف مشيت كما قد مشى
سواي.. بموكبك الزائف؟
خطاي.. خطى خائف
وعيناي زائغتان بليلك
ترتقبان سنى يومض
وحين يلوح لعيني ضوء الحقيقة
عند المدى.. أغمض
لماذا اتبعتك؟
كيف اتبعتك؟
كيف رميت التواريخ؟
كيف نزعت جذوري التي تبتدي عندها
بداية كل البدايات؟
واستسلمتْ
إرادة من لا يلين لما تفرض
وكيف خُدعت؟
فعاهدت من ينقض
أجل..
ذا زمانك
تأتي به.. وتسود.. وتستعرض
وتملؤه بالأراجيف
– هذا زمان الأراجيف –
يغفو به الصدق.. لا ينهض
أجل
ذا زمان التوجس
هذا زمان الخداع
لكل امرئ فيه وجهان
وجه تقنع بالبسمات
ووجه تذمر تحت القناع
هو الزمن السوق نحن به نشترى ونباع
وفيه المبادئ
– يا مبدئي –
سلعة تُعرضُ
أغنى..
لعلىَ أستنهض
لعلى أكشف مايختفي
لعلي أفرق بين الذي يستحب
وذاك الذي يُبغضُ
لعلى أفيق
فأخرج من موكب التائهین
وأفتح عيني
أشبعها بضياء الحقيقة
کی ما أشع
فأوقظ من يغمض
فإن كنت صدقت قولك يوما
فبي حاسة تنبض
لها قدرة الكشف حين تفيق،
وحين تثير لظى ثورة تربض
وإن كان هذا الزمان زمانك
ها هو ذا هارب يركض
وتبقى التواريخ..
والأزمن الآتيات لنا..
تومض.