لا احد يراني

لا احد يراني

بن يونس ماجن

اللوحة: الفنان الأميركي جون برامبيلت

أدمنت على أفيون الشعر

وتهت بين أدغال القوافي

الملتفة الأمواج والبحور

وصرت كغراب على الأطلال

أندب حظي 

لا أحد يراني

بين خطوط الكف

ورسم الكلمات

وشظايا فنجان مهشم

وفي صحبة الألم

أمشي مبتور القدمين

أراوغ الأرصفة

وأزقة الضباب

ودهاليز الأيام الطائشة

أتهرب من ظلي

فيذهب معي الى كل مكان

أختفي وراء شجرة

فتشي بي غصونها

الى أشعة الشمس

كل مرايا الدنيا

تفر من وجهي

وأنا عائد في آخر الليل

لفت نظري قط جريح   

كان يتضور جوعا

تحت أنقاض

بيوت مقصوفة

في حديقة الشعراء المنبوذين

رأيت الفيلة ترقص على جثة الأسد 

والذباب يسخر من الفريسة

ويتأفف من عفونتها

منذ ذلك الوقت

ولغاية الآن

لا فرق أن أكون ولا أكون

هذا الرهان الخاسر

الذي لا يزاحمني فيه أحد

تجاعيد عميقة

تربض على وجهي 

وملامحي البوهيمية

ظاهرة للعيان

فلم ينتبه الي أحد

دون أن أعرف السبب

لا غبار اليوم

على شعراء الأمس

طالما بحثوا عن قافية جديدة

في بحر من بحور الفراهيدي

عبثا يبحرون بمراكب بلا أشرعة

المنافي القاسية

الرابضة بين الجمر والرماد

تحثني وتجذبني

فكيف الوصول اليها

والأمواج الصاخبة

 تعج بالمجاذيف وقوارب الموت

وجثث بلا أطواق النجاة

فليس عجبا

أن يتجاهلني الهدهد

وأما الببغاوات فمآلها الزوال

واذا لم يراني أحد

فاللوم يقع على نسيج العنكبوت

وخيوط الشمس والغربال.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s