يحيى السماوي
اللوحة: الفنان الإنجليزي الكسندر روسي
أعـوذ مـن الـهـوى.. وأعـوذ مـنـي
ومـنـكِ ومـن تُــقـاكِ وحـسـنِ ظـنـي
ومـن جَـمـر الـحَـيـاءِ ومـن وقــاري
ومـا خَـبَّـأتِ فـي الــبــسـتـانِ عــنـي
يُـحَـرِّضُـنـي لِـقـطـفِ جَــنـاكِ جـوعٌ
ويـمـنـعُـني الـمُجونَ عَـفـافُ صَحني
فــلا أنــا آثِــمٌ فــيــتــوب قــلـــبـي
ولا أنـا بـالــتــقـيِّ الــمُــطــمــئِــنِّ
ظـنـنـتُ مُـحَـصَّـنـاً قـلـبي وعَـيـني
وأنَّ الـعِـشـقَ عـن مـثـلي بـحُـصـنِ
فـكـيـف مـلـكـتِـنـي نـبـضـاً وجـفـنـاً
وصِرتِ الماءَ مـن شـفـتي وغصني
وكــنــتُ مُـؤذَنَ الـمـحـرابِ حـتـى
أتـيـتِ فـصـرتُ عاشـقـكِ الـمُـغـنّي
كـأنـي مـالــثـمـتَ الـعـمـرَ ثـغــراً
ولا مـسَّــدتُ غـافِـيـةً بـحُـضـنـي
ولا أرخَــيــتُ مـن ثَـمَــلٍ بـخـمــرٍ
مـن الـقُـبُـلاتِ لا الأعـنابِ جـفـني
ولـم أحـرثْ بـأضـلاعـي حــقــولاً
حصادُ قـطـوفِـهـا قـمـحُ الـتـمـنّـي
أتـوبُ مـن الـهـوى لـكـنْ بـعـشــقٍ
ثــوابُ مـجـونِـهِ “جَـنّـاتُ عَـدْنِ”
تَـمَـلّـكّـنـي هــواكِ فـلا طِـمـاحٌ
سـوى أنْ تحكمي قَـيدي وسجـني
فـمـدّي لي حِـبـالاً مـن عِــنـاقٍ
تُـمَـكِّـنُ نـشـوتي من بـئـرِ حُـزني
أغـيـثي مـن ذنـوبِ الأمـس يـومي
أنـا ابـنُ هــواكِ لـكـنْ بـالــتــبــنّـي