د. سامح درويش
اللوحة: الفنان الإنجليزي فريدريك جودال
المماليك عادوا…
استباحوا الحمى
والتتار على بابنا…
من يردُّ جيوش التتار عن الدار؟
من سوف يدحرهم؟
ويعيد لنا القِبلة الضائعه
المماليك عادوا …
استقروا على كاهلٍ مُرْهَـقٍ
مُثْقَـلٍ بالهموم
وليسوا يجـيدون إلاّ الجبايةً…
… فرضَ الاتاوات…
كبتَ النفـوسِ… وإذلالها
لا يبالون بالزمر الجائعه
ويجـيدون فن التشـدق با لكِـذْب…
والترفــا
ويبيعـون سيف صلاح ..
ومصحـف عثمــان ..
… والشـــرفــا …
يـدخـلـون الـمـعـارك ضـد المـكـبـل بالـقــيد
لـكـنـهـم يـنـحـنـون أمـام التـتـار
***
المماليك عادوا…
وليسوا يضمون بينهمُ قُطُزاً
لا.. و لا وجه بيبرس يظهر فيهمُ
كلهمُ من مماليك عصر ردئٍ
قمئ الملامح…
فيه كآبه
ساده الجبناء الذين يخوضون حربهمُ بالخطابه
ساده الجهلاء
الذين يزِيفون تاريخ مجدك
يرمون خلف الظهور كتابَه
ساده المجرمون
الذين أقاموا لمص دماك
عصابه
ساده الكافرون
الذين رموا دينهم
… وأقاموا الغرانيق
باعوا الأذان…
وخانوا الصحابه
كلهم مُرجِفٌ
من يُصَدِّق منا.. كِذَابَه؟!
في زمان التردي
وعصر الرتابه
شمري ساعديك
أزيلي غطاء التواكل
قـومـي
ولمي محبيك
كيما تردي عن الدار
سيل التتار
فإن المماليك
لا يستطيعون رد ذبابه
***
ألأني أحبك
سيف المماليك بيني وبينك
سوط المماليك بيني وبينك
بيني وبينك حكم المماليك… والمقصله
ولأني أحبك
أسمع صوت الحقيقة
في سجنها مُعوِله
ولأني أحبك
أصرخ بالشعـر…
أستنكر المهزله
ولأني أحبك
مت مرارا
وضعت مِرارا
… وخفت مِرارا
فإن المماليك أقسى عـلينا
من التتر القـتله
لست أهذي..
ولا الشعر عنديَ تسليةٌ
أو ترفْ
إنما شعرنا قنبلهْ
سـتُعبِّد درب الإرادة
درب التحـرر
درب التـحـدي…
أمام جـمـوع
أراها غداً مقبلهْ
***
الجموع تجوعُ
استبدَّ الخـنـوعُ
تسرّب بين النفوس القنوطْ
الجموع تجوعُ..
وينشب في قلبكِ الجدبُ نابَهْ
وأخير المماليك يترف في قصره
ويعب شرابه
جاء وقت النهوض
ووقت السقوطْ
هذه الأرض ضاقت بما رحبت
فليعد كل شئ إلى حجمه
لم نعد نتحمل قلب الموازين
أو دورة الأرض عكس اتجاهاتها
فارفعوا الآن قامة رمسيس
بعد انحناءْ
وارفعوا – الآن – فوق مآذن عمرو
نداء الإبـاءْ
هذه لحظة الحب
أو لحظة المجد
أو لحظة الوجد
تنزف من مقـلتي نظـرة
تتحـدى الذين أرادوك محْـظـيّة…
في بلاط المماليك
أنت المليكة
لا شجر الدر تجدر أن تُقتنى في بلاطك
أنت المليكة
كل الملوك عبيـدك
أنت المليكة
سيدة الدهـر
تاج التواريخ أنت
فلا..
لن تكوني أسيرة جيش التتار
ولا أمَةً للمماليك
إنا سنكسر قيد المخاوف..
نمسك سيف التحدي
لنرفع مجـدك فوق جـبينـك
نطرد من قـلبك الحــر
خـوف الممـاليك
ندحـر عـنـك التتـارْ.