د. سامح درويش
اللوحة: الفنان السعودي عبد الله الشيخ
(1)
صلوا لأمريكا
فأمريكا لها
– في كل حيٍّ من بلاد العُرْب –
تمثالٌ ..
و مئذنة يؤذّن فوقها
شيخ ٌ فَجَرْ
صلوا لأمريكا
فليس يسود في الدنيا
سوى راعي البقـرْ
هذا العُتُلِّ المستبيحِ دم البشـرْ
يا أيها العَرَبُ الغجـرْ
صلـوا كـمـا صلى لها حكامكم
صلوا لمن أهدى اليهـود القِبلة الأولى
وأهداكم سَقَـرْ
( 2 )
عَبَثٌ . . .
وتخـتـلـط الأمـور
ولست أفهم ما يدورُ
فما الذي يجـري؟!
وماذا قد أصاب العُرْبَ
فاسترخوا على شط السكونْ
وتشرذموا شيعا
وساروا في دهاليز الجنونْ
النار تحت رمادها
وأنا أحذركم
صليـل الموت
خلف الصمت
والأيام حُبلى
بالذي لا تشتهونْ
( 3 )
النخل حاصـره الذئـاب
وعند دجـلة يصـرخ النخـلُ المُـحاصَـرُ
“أيها الموسوم بالصمت المميت
وبالخـنـوع
والانحـناءْ
إن كنتَ قد أُنسيتَ
فاذكرْ هذه الكلماتِ
لا تنسَ الكرامةَ
والشهادة . . . والإباءْ
إن كنت قد أُنسيتَ
فاذكرْ عـزة النفس
. . . الشموخَ
. . . الكبريـاءْ
إن كنت قد أُنسيت
فاذكرْ أنه:
” لايسلم الشرف الرفيع من الأذى
حتى تراق على جوانبه الدماءْ “
( 4 )
ما بين مطرقة المغـول
وبين سندان الطغاه
بغداد تبحث عن حيـاه
( 5 )
عـمَّـن ندافع يا رفاقْ
عن نهر دجلة
والرشيد ِ
وأغنيات أبي نواسٍ
والحضارة
والتواريخ العظيمة؟!
أم
عن اللص الذي اغتصب العراقْ؟!
( 6 )
مأساتنا ليست عدوا
في فلسطين السليبة
يستبيح المسجد الأقصى
ويرتع في ربى القدس الشريفْ
مأساتنا الأنكى . . المريرة
من يدسون السموم لشعبهم
بوسائل الإعلام
والصحف العميلة
والرغيفْ
( 7 )
حكامنا اجتمعوا
بمؤتمرٍ لهم
– كجميع مؤتمراتهم –
لم يخرجوا منه
سوى ببيان شجب
أو عبارات النفاقِ
وبالمزيد من الشقاقْ
وتقافزوا . .
وتناجزوا . .
وتنابزوا . .
والهم يجتاح العراقْ
( 8 )
باعوا الوطنْ
قبضوا الثمنْ
لكنهم حجزوا مكانهمُ
بمزبلة الزمان
وفي تواريخ العفنْ
( 9 )
ما بين عِنّينٍ تكاسلَ
أو عُـتـلٍّ قد تخاذلَ
أو زنـيـمٍ قد تنازل
أو عميلٍ مستكينْ
يستصرخ الأقصى السجينْ
( 10 )
بغداد دمرها المغول
ولم تمُتْ
زال المغول
ولم تَزُلْ
بغداد مجد لايزولْ
بغداد لم تسقط
وإن كنا سقطنا
في الوحولْ
بغداد باقية
وأمريكا
ستذهب مثلما ذهب المغـولْ.