صلاح حسن رشيد
اللوحة: الفنان الروسي مارك شاجال
إلهي أجِرْنِيْ بِلُطْفٍ وتَقْوَىْ
تَقِيْنِيْ جَمالَ العُيُوْنِ الخَطِيْرْ
فتاةٌ لَها أَخْذَةٌ في القلوبِ
وتَصْعَقُ روحيْ وتَفْرِيْ الشُّعُوْرْ!
لَها أُلْفَةٌ تَنْتَوِيْ غَزْوَةً
لَها قُدْرَةٌ أمْرُها مُسْتَطِيْرْ!
عَبَدْتُ إلهي على إْثْرِها
عَكَفْتُ طَوِيْلاً لَها أسْتَجِيْرْ!
فصالتْ وجالتْ تمادَتْ وقالتْ:
فأنْتَ أَسِيْرِيْ ومِلْكِيْ الأَثِيْرْ!
فقُلْتُ لَها: إِنَّنِيْ غارِقٌ
بِحارُ لِحاظِكِ نَهْرِيْ الكَبِيْرْ!
أَسِيْحُ، أَبُوْحُ، أَرُوْحُ كَرُوْحٍ
زَهَتْ كَرَبِيْعٍ، هَواهُ يُنِيْرْ!
أَتُوْقُ لِعِتْقٍ، ولا أنْتَوْيْ
لِفَكِّيْ نَجاةً؛ فَنِعْمَ المَصِيْرْ!
غَزالَيْ رَهِيْبٌ، عَظِيْمُ الخُدُوْدِ
دَقِيْقُ القَدُوْدِ، أنايَ الأَجِيْرْ!
أَزِيْدُ غَلاءً عَلَىْ قَدْرِها
وفي مَهْرِها، أَسْتَزِيْدُ الكَثِيْرْ!
فحَنَّتْ ضُلُوْعِيْ إلى رَقْصِها
وتاقَتْ نُهايَ عِناقَ العَبِيْرْ!
فَضَمًّتْ قَصِيْدِيْ إلى صَدْرِها
رِضاءً؛ فَصِحْتُ، وَصِحْتُ أَطِيْرْ!
غِناءً بِشِعْرِيْ، أَذاعَتْ نَشِيْدِيْ
فقالَتْ: لَأَنْتَ الأَبَرُّ القَدِيْرْ!
وتَعْزِفُ نَبْضِيْ وتَرْجُوْ وِصالِيْ
وتَحْفَظُ عَهْدِيْ؛ لِأَنِّيْ الجَدِيْرْ!
وزادَتْ حُرُوْقِيْ؛ بِإِشْعالِ نَفِسِيْ
فَتُهْتُ سُرُوْراً؛ بِمَوْتِيْ الأَخِيْرْ!
مَدَحْتُ لَها ضِحْكَةً؛ ضَعْضَعَتْ
حَنايا فُؤادِيْ؛ وحُبِّيْ الطَّرِيْرْ!
كَتَبْتُ لَها وَحْدَها قَصَّةً
تَغارُ العَذارَىْ َتَغارُ البُدُوْرْ!
وفوقَ التَّوارِيْخِ، أَجْلَسْتُ مَنْ
حَياتِيْ هَواها، وعُمْرِيْ سُطُوْرْ!