د. سالم عباس خدادة
اللوحة: الفنان الصيني زهي يونغ جينغ
بُــــنَـــــيَّ حَـبِـيــــبــــي مــــــــاذا أقُــــــــــولُ؟
وقَلْـبـــــــي شَــــظــايــا وعَقْـلـــي ذهُـولُ
تَــمَـنَّـيْـــتُ فِيْــــكَ الأمـــــانــي الغَـــوالـــي
فَكــــانَ نَــــصِـيْــبِـــــي عَــيْــنــــاً تَـــسِــيْـــلُ
وإن نَـــــظَــــرَتْ بَــيْــــنَ دَمْـــــــعٍ ودَمْـــــعٍ
فَــــإنَّ الــــــــذي تَـــــلْـتَـقِــــيْـهِ الـطُّـــــلُـــولُ
بُـنَـــــــيَّ حَبِـيْـبِــــــي فَـــــــخْــــــرَ الأماني
وبَـــــعْـــــضُ الأمـــانــي لَـدَيْـكَ خُـيُـــولُ
لَقَـــــد كُنْـــــتَ تُــــشْـرِقُ فــي كُــلِّ يَـــــوْمٍ
فَهَـــلْ فـي الشُّـرُوقِ يَكُـونُ الأفُـولُ؟
وكُـنْـــــتَ لِـــــيَ الـبَـــدْرَ فــــي الحـالِكاتِ
فَمِــــنْ أيْــــنَ جَـاءَ المـحَـاقُ الطَّـوِيْـلُ؟
وَكُنْــــــتَ رَبِـيْـــعـــــــاً جَــــمِيْـــلاً جَـــمِيْـــــلاً
فَكَيْـــــــفَ تَــســـــارَعَ فِــــيْـــكَ الـــذُّبُــــولُ؟
وَكُنْـــــتَ المُـــشَـــــاغِـبَ فــــي كُلِّ فَصْـلٍ
فَكَـيْـــــفَ أفِـــــرُّ وَرُوحِـــــي فُـصُـــــــــولُ؟
وَكُنْـــــــتَ تُــــــقَاتِــــلُ يَــــــأْسَـاً وَحُـــــزْنــــــاً
فَمــــــــــــــاذا أقُــــولُ وأنـــتَ الـقَـــتِـــيْـــــلُ؟
بُـنَــــــيَّ لَقَـــــدْ مَــــــالَ بَــــــعْــدَكَ عُمْـرِي
إلــــــى حَـيْــــثُ مــا كُنْـتُ يَـــــوْمـاً أمِـيْـلُ
شَـتــــــاتٌ وَفَــــــــوْضـى وَنَــــــارٌ تَـــــلَـظَّى
وَقَـــــلْـبٌ تَــــشَـظَّى فَكَيْـفَ السَّـبِيْـــــــلُ؟
أقُــــــــــوْلُ خَــــــرَجْـتُ مِـــنَ الذِّكْــــرَيــــاتِ
وبَـعْــــــــــدَ ثَــــــــوانٍ يَــــــكُــــــونُ الـدُّخُـولُ
أراكَ فَــــــــأرْحَـلُ عَـــــنْ كُــــــلِّ شَـــــيْءٍ
فَتَـــــــرْحَـــــلُ عَـــــنِّـــي فَكَيْـفَ الرَّحِـيْــــلُ؟
هُــــــوَ الْقَلْبُ أمْسَـى صَـــرِيْـعَ الليـالي
وَكُـــــلُّ اللـيـالـــي لَــــــــدَيْــــهِ شُـــــكـــُـولُ
بُــــــنَـــيَّ لَقَــــــد ضَـــــاعَ مِـنِّي طَــرِيْقِــــي
وَمــا عُدْتُ أعْـرِفُ كَيْـفَ الوُصُــــولُ؟
تُطَــــــارِدُنــــــي فـــي الـعَـذابِ رِيــــــــــاحٌ
وَتَـــــطْـــــرُدُنـــــي لِلْـعَـــــــذابِ سُـيُــــــولُ
مَــــــــرارَةُ كُــــــــلِّ الـدُّنَـــــى فـــي فَـــمـي
وَإنْ كَــــــانَ فِــــيْ فَــــمِـــــيَ السَّـلْسَـبِـيْـلُ
وَمــــــــا عَــــادَ يُـبْهِجُنِي حُسْـنُ رَوْضٍ
وَلا مــــــــا حَـــــوَتْـهُ الـرُّبَـــــى والحُـقُـولُ
ضَبَــــــــــابٌ طَــــــوانِـي فَضَـاعَ زَمَـاني
وَمــــــــا لِـــــيَ نَحْــــــــوَ الـصَّـفَـاءِ دَلِـيْـلُ
إلــى أيْنَ أمْضِـي؟ وَكَيْفَ أعُــــــودُ؟
وَدَرْبِـــــــيَ أنَّـــــــــى مَـضَـيْـــتُ وُحُــــولُ
بُـنَــــــــــيَّ حَبِـيْـبِيَ هَــــــلْ مِــــنْ لِــــقـــــاءٍ
أمَ انَّ الـــــرَّدى حَـــــاجِـزٌ مُسْـتَـحِيْــــــــــلُ
هُـــــــــوَ اللهُ يـعمــــــــر قَلْـبِـــــي سَـنَـــــــــاهُ
وَمَـــــنْ لِــــــيْ سِــــواهُ فَصَـبْـرٌ جَمِـيْـلُ