عمرو أبونخلة
اللوحة: الفنان الإنجليزي دانتي جابرييل روزيتي
عيونـكِ ملجـأ دربـي الطـويـلْ
إليها ستمضي الخطى فـي رحيـلْ
أدثـرُ بالشـوقِ أغصـان حـبّـي
أودعُ أدغـال حـزنـي العلـيـلْ
تُفتـشُ عنـكِ خرائـط عشـقـي
وبوصلـة الوجـدِ قلبـي الدليـلْ
فهـل كنـتُ أحسـبُ أن هــواكِ
سيشعـلُ فـي أغنياتـي الفتـيـلْ
سيجتاحُ طوفـان عشقـي التـلال
ويشتقُ في الصخر ألـف سبيـلْ
لأنـي رأيــتُ جــداول حــبٍّ
تسـيـلُ بعينـيـكِ كالسلسبـيـلْ
سأبقى بأشعـار عشقـي أجـوب
بوادي الهوى فوق خيلي الأصيـلْ
تُهرولُ فـي كـلّ سهـلٍ عيونـي
تُلبـي نـداءات رمـش كحـيـلْ
أُسـرّجُ بالشـوقِ ريـح جنونـي
حروفي هديـر وهمسـي صهيـلْ
كأنـي ملـيـك بــلاد الـغـرام
ومـا لـي بدنيـا الغـرام عَديـلْ
فلن يسكنَ الـروح يومـاً سـواكِ
ومـا زار قلبـي غرامـاً بَـديـلْ
فإن جُـنّ عقلـي وتهـتُ فإنـي
لعائـلـة الـشـعـراء سَـلـيـلْ
وفي دوحةِ العشـقِ لـي أقربـاء
فعـروة عمـي وخالـي جمـيـلْ
وصاحب عزّة كـان ابـن عمـي
ومجنـون عامـر كـان زَمـيـلْ
وفـارس عبلـة كـان غريمـي
أنـا إن سَـردتُ فسـوف أُطـيـلْ
ولستُ الـذي لا يـذوب بشـوقٍ
ولسـتُ بضيـف الغـرامِ الثقيـلْ
فإن جفّـفَ القهـر آبـار شعـري
سَآوي لحضن الهـوى كـي أُقيـلْ
وأبقى على العهد حتـى النهايـة
لا القلب ينسى ولا الصبـر عيـلْ
ففي جنّة العشقِ لـي ألـف قصـر
ولي فـي المحبـة بـاع طويـلْ
وفي فندقِ الشوق عشت غرامـي
وفي لهفتي سـوف أبقـى نَزيـلْ
وترجمـتُ كـل لغـات الـغـرام
وأرْشفتهـا فـي أغانـي الهَديـلْ
ورمّمـتُ كـل كوابـل شـوقـي
ووجهتُ صحنـي لأرضِ النخيـلْ
وأصْلحـتُ كـلّ لواقـط عشقـي
وشفّرتُ مـا كـان منهـا دَخيـلْ
وقدمتُ في مسرحِ الشوق شعـري
وفي معرض الحبّ ما لـي مَثيـلْ
ولي فـي قنـاة الغـرام حديـث
لأنـي إمـام الـغـرام الجلـيـلْ
وما عدتُ أدركُ ساعـات عمـري
فصبحي مسـاء وفجـري أَصيـلْ
تناثرَ فـوق الشواطئ جرحـي
ونزفِـيَ أصـبـح كالأرْخَبـيـلْ
ولي فـوق أرضـكِ روضـة ورد
ولي في سمائـكِ سقـف ظليـلْ
ستعزفُ نايـات عشقـي لحونـي
تداعـبُ خـدّ الجمـال الأسـيـلْ
وأرسـمُ حبـي بفرشـاة شوقـي
على صفحـةٍ مـن خيـالٍ صَقيـلْ
أجـود بأنهـار حبـي وشعـري
فمـا نـال مجـد الغـرام بخيـلْ
فلن يعرف العشق من عاش عبـداً
ولن يعـرف الحـب يومـا ذليـلْ
سيبنـونَ أبراجهـمْ فـي سمائـي
وينفـونَ عطـر الهـواء العليـلْ
سيأتونَ من كل حـدبٍ وصـوبٍ
بأرتـالِ أوهامهـم كــي أَمـيـلْ
فإن ضعـتُ قبـل وصولـي إليـكِ
فما لـي بـأرضِ الضيـاع كَفيـلْ
وإن أدخلونـي لسجـنِ الحـيـاة
فحسبـكِ ربـي ونعـم الوَكـيـلْ
ففي سيـركِ هـذا الزمـان أرانـا
سَنحـسِـبُ أن الـجـرادة فـيـلْ
وأن الغـرام سحـابـة صـيـفٍ
وأن الـمـودّة هــمٌ وَبـيــلْ
وأن المحبّـة صفـقـة جـنـسٍ
وأن الـسـلافـة كالزَنْجـبـيـلْ
يدكونَ بالخـوف غابـات عشقـي
ومـا للغـرام بقلـبـي مُـزيـلْ
فإن غِبتِ غاضتْ منابـع وجـدي
وإن عُـدتِ عـاد الغـرام يَسيـلْ
سَأحملُ في جعبتـي قمـح شوقـي
وليس معي فـي طريقـي خليـلْ
أعـولُ قياثـر حبـي بشـعـري
فهـل للمشاعـر مثلـي معـيـلْ
وأسكـنُ فـي الذكريـات وأروي
بمـاء الغـرام لهـيـب الغلـيـلْ
بوجـدٍ سَأعبـرُ بحـر غـرامـي
على الماء أمشـي وزادي هزيـلْ
وأحْضنُ في القلبِ جرحي وأمضي
بعـزة نفسـي وحزنـي النبيـلْ
أنـا مـا عُرفـتُ بغيـر هَــواكِ
فكيـف سأصغـي لقـالٍ وقـيـلْ
ثوانـي بعـادكِ تصبـح دهــراً
وخطـوة وجـدٍ سَتصبـحُ ميـلْ
جـداول حبّـكِ صـارت بـحـاراً
فهل لـي بمـوج الهيـام قبيـلْ؟
فمـا همنـي أن يجـود زمـانـي
وحظـي مـن الأصدقـاء قلـيـلْ
ومـا همنـي أن سكنـتُ الخيـام
وعشـتُ بوجـدي كأنـي قتيـلْ
فعينيـكِ بيتـي ومرفـأ مـوتـي
ودرب خطـايَ إلـى المستحيـلْ