إسلام سلامة
اللوحة: الفنان النرويجي إدوارد مونك
ها هم..
بلا شفقة
تعبر صراطا إلى عينييَّ
أو حزن
يأخذ بخاطر ذلك الذي
احتشد بحنجرتي
فقط …
أكوام من السجائر المُطفأة
ونظرة شاخصة تبكي آثامهم
وتلعن خيبتها
***
بطول السنين التي أهملتها ورائي
صفان متراصان
أشدُّ على أياديهم واحدا واحدا
أخبّرهم يقينا
أنها لن تنسى أحدا منهم
***
لم تكن كأي جدة أو أم
لتروي أسطورة الغول الذي
يأكل الأكباد
ليناموا
ولا هي احتضنت أحلامهم
وأوت بها إلى جبل يعصمهم الماء
واستبدلت أسرتهم الغارقة
بقطع من قلبها
بل أشعلت تلفاز عينيها
وتركت لهم الخيار
***
في الفناء الذي خصصته من روحي
أرشدت كل واحد منهم إلى مكانه
أخذت موضعي أمام المكبر
– في المنتصف تماما –
رتلت (ربعا) من حنانها
كان الأقرب إلى نفسي
وكيف أنها طفقت تخصف على سوءاتهم
بحرير سماحتها
واحتفظتْ لهم بتفاح
غير الذي تعطّن بأرواحهم
في موضع آخر
– ربما لأقر بموتها أمامهم –
قرأتُ:
“قل يتوفاكم ملك الموت الذي وُكِّل بكم”
***
كانت دموع تحفر أخاديدَ بوجنتي
من حين لآخر… ولا أهتم
نهنهة تهدج صوتي فأبتلعها مواصلا
حتى سقطتُ بلا وعي
لأفيق فأجد (الصوان) خاليا
وفناجين القهوة على حالها
لم يمسسها أحد
وهاأنا ذا…
بينما الدماء تعلق شريطا أسودَ
على طرف بروازها الوحيد.