أجنحة 

أجنحة 

حنان عبد القادر

اللوحة: الفنان المصري ياسر جاد

 (  1  )

أستغفرُ الحبَّ أنْ أحيا بلا وَلَهٍ

أَو أنْ أهيمَ كما صَبْوِ اليماماتِ

حَدَّقْتُ في الكونِ بحثاً في كوائِنِهِ

فلم أجدْ غيرَ نورِ اللهِ مِشكاتي

الكُلُّ يسعى لوهمٍ لا يُضَيِّعُهُ

إلاَّ المُريدَ فيرقى للسمواتِ

يرنو لعشقٍ فريدٍ لا انقضاءَ له

والبخلُ في السَّعيِ ضَرْبُ المستحيلاتِ

فالحبُّ نهرُ عطايا لا نضوبَ له

يسخو لمن يهوَى طَرْقَ المفازاتِ

(  2  )

وأُخْفِي بالتَّبَسُّمِ جمر قلبي

وأدفنُ لوعتي بين الحنايا

فلا يَهْنَا لآلامي عدوٌّ

ولا يأسى حبيبٌ من شَجَايا

(  3  )

أُغْضِي عن الضَّيم كِبْرًا وهو قاتلني

وأحجبُ الشمسَ عَمْدًا في سحاباتي

أستقبلُ الوجدَ بالتَرْحَابِ أخدعه

وأغْزِلُ الصَّبْرَ رَتْقًا في نِطَاقَاتِي

وأحملُ الكَلَّ في حِلٍّ ومُرْتَحَلٍ

وأحْشِمُ الخَلْقَ في غَدْوي ورَوْحَاتي

أصاحبُ الناسَ صدقًا في مَوَدَّتِهِم

فيَجْدِلُونَ من الأحقادِ كَبْواتِي

حتى تجوبَ غيومُ اليأسِ أوردتي

أُفَجِّر النُّورَ صُبْحًا في سماواتي

(  4  )

إذا تشدو يُجيبُ الصَّمتُ عنِّي

ويُزْهِرُ لحنُ حبٍّ في سماي

ويعجزُ عن جميلِ الوصفِ شِعْرِي

ويرقصُ خافقي بين الحنايا

(  5  )

آهٍ من الوقتِ إنْ مرَّت سنابكُهُ

تمشي الهُوَيْنَى على أشلاءِ ورداتي

تُصافِحُ الرُّوحَ أنسامُ الحنينِ إلى

ماضٍ تولَّى وعُمْرٍ من حماقاتي

أهفو إليها كصَبٍّ لا يُنَهْنِهُهُ

عقلٌ ولا يرعوي عن ذكرِ جَوْلاتِ

فإنْ تَهَادَى على ذكْرِ الشَّبابِ هفا

منِّي الفؤادُ وزَفَّ القلبُ آهاتِ.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s