صلاح حسن رشيد
اللوحة: الفنان الألماني روفوس كريجر
فِي عِيدِ الْحُبِّ
خَرَجَتُ أفتِّشُ عَن حُبِّي
فَسِرْتُ فِي أَرْضِ الْعَرَبِ؛
وَتَحْت سماواتهم طولًا وَعَرْضًا بِدَأْبِ
فَوَجَدْتُ الْعَرَبَ مِنْ حَرْبٍ إلَى حَرْبِ
الْكُلُّ فِي حَنَقٍ وَشَدٍّ وَجَذْبِ
وَلَيْلَى شَمْطَاءُ، وبثينةُ تعوِي
وبلقيسُ فِي جُنُونٍ من يأسِ الهَرَبِ
ومغنيات وراقصات في ذُلِّ التخريقِ
هنَّ إخوةُ “يوسفَ” في التصفيقِ
هنَّ “سالومي” في القتلِ والتلفيقِ
هنَّ نساءُ التكبيرِ والتنميقِ!
هنَّ بَشاعاتُ التجميلِ والتزويقِ والتنقيقِ!
فَتَرَكْتُهُم، وَشَغَلْتُ نَفْسِي بِقَلْبِي
نظري أمام سطوعِ لأْلائها
بغيرِ تدقيقٍ وتحديقِ
وتنقلتُ فِي حَيَاتِي سَعِيدًا بطريقي
فَوَجَدْتُ “الماريكا”
تَحْيَا بنبضي وشهيقي
وقراءاتي وإبداعي وإخلاصي وشروقي
فَهِي أَسَاسُ تألقي وبروزي ورحيقي
كُلُّ النِّسَاءِ رِجَالٌ فِي عُيُونِي وبروقي!
كُلُّ الصبايا والكواعبِ إزاءها مَسَخُ الحروقِ
كُلُّ الجَمالِ عداها في إزهاقِ الغريقِ
فهيَ تقوايَ وضميري وسعادتي وعروقي
وهْيَ سنيورةُ المُحيّا، لَهلوبةُ المحاسنِ والقدودِ،
فوقَ كلِّ كلِّ التصديقِ!
فوقَ ما صدقاتي ومقدماتِ ونتائجِ المِنْطِيقِ!
فوقفتُ على بابها ألفَ عامٍ،
وأنا الرغيدُ في إشاحتها؛ متلهِّفًا كالمصعوقِ!
فجاءني الجوابُ: شِعرُكَ خطيبي وضريبي!
اكتبْ يا هذا فيَّ ما يُخلِّدني بتاجِ البريقِ!
منذ عرفتني، نِلتَ رِفعتي وتحليقي
أنا أصل الحياةِ والخصوبةِ والتخليقِ!