الوداع الأخير

الوداع الأخير

سليم الشيخلي

اللوحة الفنان الإنجليزي كونروي مادوكس

حين غادر أبي قلعة الحزن.. وترك بطاقة التموين للآخرين

يا سيدي الموفور بالجبروت والإحسان

ياقامة تعلو بضوءٍ من دخان شد أفق الأرض فأختزل المكان

يا من تجاسر كبرياء لائقاً… يا أيها الموت العظيم

يا أيها الآتي على عربات صمتك،

في الريح الطليقة، خلف غابات الزحام.

قالوا:

قبيل الفجر غادر…

كنت في عجل وقد نفض الأوان

أوراق لعبته فصيرها ختام.

كانت قوافلنا مبعثرة… وكان له العنان

سرج وقافلة ونافلة الكلام.

قل لي إذا قابلتني:

هل صاح: “آه يا بلادي”

وأجاب عن ذاك السؤال!

أم جف في البلعوم إذ بلغت إلى الحلقوم روح

وإن مسبحة بأسماء الأحبة قد تدلت من يديه

وراح يسبح في الرماد!

وهل ترجى ريثما يأتي الغياب

ليشم رائحة الطفولة والعتاب!

يعلق الجدران ما أخفاه ما بين المحاجر والثياب

هلا تريثت وأوقفت الرحيل

كي نجتمع من كل أطراف المنافي نشهد الموت الجميل

“ضاقت بنا الدنيا بما رحبت” وتأكلنا ضنون

خبأت في صدري صهيل

وقلت ما مات المجاهد، لن يوارى في التراب

والأرض حبلى بالعتاب

فيها يهاجر باحثاً عن مستحيل

ليزف فجراً للشوارع والمقاهي والنخيل

“احفر” أشار عليهموا وبدا يلملم للرحيل.

ولبست بدلتك الجديدة كالجليد

ونزلت كهفك كالأمير

يا أيها القنديل من شرق تطرز بالتوابل والحوار

عيني على عينيك يا أبتي

وأنت تبحث عن يد هزت جدائلها وغنت للوداع.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s