باسم فرات
اللوحة: الفنان المصري محمود سعيد
على ضِــفَّةِ النَّـهْــرِ؛
الْـمُسَــجَّاةِ في طُــرُقِ المدينةِ
يَجْلِسُ العابرون بجانبِ أَوْهَامِهِمْ
يَضَعُونَ سُــكَّرًا “زِيَادة”
لَعَــلَّ مَــرَارةَ الأيَّـــامِ
ترأَفُ بِحَنَـاجِـرِهِـمْ
يُشيِّدُونَ أغنياتِهِــمْ مِـنْ سَــعَفِ النَّخِيــلِ
أتلمَّسُ ظِــلِّي وهُــوَ يُضمِّدُ يُتْــمَهُ بالدُّموعِ
أنَـا غريبٌ تُغْـرِيهِ المُــدُنُ بأسْـــرَارِهَا
ويألَفُـــهُ المَــارَّة
جُيُــوبي طَـافِحَـةٌ بِقُــبُــلاتِ نِســاءٍ
من بلادٍ بَعِيــدةٍ
تُغْــرِي الباعةَ بِمَــلْءِ زَبِيـــلِي مَوَاويلَ
أزْرَعُـهَا في شـقَّتي لأصطادَ بِهَـا قصائد.
الشــمـسُ تَـســتـحِمُّ في الـنـيـل
الشَّـمْسُ وَحِيدَةٌ هُنَا
تَكْـتُبُ قَصَائِدَ إِلَى النِّيلِ
وَتَسْــتَلْقِي عَلَى الصَّحْرَاءِ مَمْلَكَتِهَا الأَبَدِيَّة
فِي يَدِهَا هَـوَاءٌ مُشَـبَّعٌ بِالـرَّمْـلِ
وَأَسْـرَارُ عَـذْرَاوَاتٌ
عُشَّـاقُ الطِّـينِ
أُولَئِكَ الذِين نَسُـوا أَنْ يَخُطُّوا خَيْبَاتِـهِم
خَلَّفُوا لَنَا آهَاتِـهِمْ فِي النَّايِ وَالطُّـبُول.
الشَّمْسُ وَحِـيدَةٌ هُـنَـا
تَغْـتَسِـلُ فِي النَّهرِ عَارِيَـةً
وَ”الثَّوْبُ” تَحْتَ شَـجَـرَةٍ…
أَغْـرَانِي بِحَدَائِـقِ الحِـنَّـاء.