د. سالم عباس خدادة
اللوحة: الفنان الكندي ماثيو وونغ
تَبـدّدتْ فـــــــي الهــــــواء الجَهْــم أُمنيتــي
وضـــــــاع حُلْمـــــي فـي هذا المدى بَدَدا
واثّاقَلتْ هِمَـــمِي نَـــحْو المُنى وهَــــــــوتْ
عـــــــزائمــــي دون أن أُبـدي لهــا جَلَـــــدا
فَبَـــعـــــد أحــــمـــــد لا كــــــانــت ولا بَقِيَــــتْ
نــــــــــــــــوازعٌ تتشَهَّى المَجــــــــــــدَ والرَّغَــدا
قـــــــــدْ كــان أحـمـدُ لــي فــي مُقْلتيَّ غـدا
فَكَيْفَ أرجــــو– وقد غاب الحبيب-غدا
فــــي كـــــــل شـــــــــاردةٍ ألقــــــــــاهُ مُؤْتـــــلَقاً
فــــي كــــــل واردة بـــــــــــدر بــــدا وهـــــدى
يهـــفــــو النسيـــمُ إلــــــــى أنفاسه شغفــاً
والــــــوردُ ورَّدَ لمـــــــــــــــا نَحْـــــــــــــوَهُ وردا
إنـــــــــي أحــــــدِّثُهُ فـــــي كـــــــــــــل زاويـــــــةٍ
وتسْمَـــعُ الرُّوحُ أنْغَامـــــاً لـــــهُ وصـــــدَى
يَطِيــــرُ مــــــِنْ أمــــلٍ حُلــــْو إلـــــى أمــــــلٍ
حَتَّــــى خَشِيــْتُ عَلَيــهِ العَيْـــنَ والحَسَــدا
وكـــــــانَ أحْمَدُ مَــــــوْجـــاً في مَطَامِحِـــــهِ
واليــــــــومَ أجْــــــــمَع مِــــنْ أمــــــواجهِ الزبدا
وكُـلَّمــا لاحَ طَيْــــــفٌ مِنــــــهُ يــــــقذِفُنِـــــي
فــــــــــوق اللهيْبِ الــذي مـــــــــازالَ مُتّقِدا
عَيْنــــــي عَلَيْكَ حَبِيْبــي كَيْفَ تَـتْرُكُنِــــــي
للدَّمْـــــع يُــــغـــــرقُنــــي سَـــحَّاً ومــــا نَـفـِدا
هَــــــذي “لَطِيْفةُ” كَــــــمْ تَلْـــغُو فَتُرْجِعُنِــي
إلـــــى رِحَـــــابِــكَ، كَـــمْ تَفْرِي بِـــــيَ الكَبِدا
أَّمــــــا “دَلالُ” فَتَلْهُــــــو دُوْنَما سَـــــــــــرَفٍ
كَأنَّـــــــــها تَـــتَـــــــقَرَّى عَاصِـــفــــــاً رَصَـــــــدا
أُفٍّ لِبـــــــــــارِيسَ كَــــمْ قَـــــاسَيْتُ ظُلْمَتَهَا
حتَّـــــــــى بــــــدا لَيْلُهَا مِـــــنْ ظُلْمةٍ صَفَدا
مِـــــنْ أيْــــــنَ أعْلَمُ أنِّــــي للرَّدى هَـــــدفٌ
وأنّ بَـــــدْرِيَ فــــــي هَـــذِي الرُّبــــا رُصِــدا
يـــــــا مَـــــوْتُ تَفْجَؤُنا فـــــي كُـــلّ ثـــانيـــةِ
هَــــــلْ حَـــــانَ مَـوْعِدُنا؟ هَلْ آنَ أنْ تَرِدا
لِلْبَــــــدْرِ تُــــطْــــفـــئُهُ، واللَّيْــــــل تُسْــــدِلُــــهُ
والْقَلْبِ تُشْعِـــــلُهُ هَـــــــــمَّاً بَـــــرَى الجَسَدا
لَقَـــــدْ سَـــرَقْتَ الذي فـــي الرُّوح مَوْطِنُهُ
فَهَـــــــلْ لِــــروُحِــــيَ مِـــنْ رُوْحٍ وقَـــدْ فُقِدا
واليَــــــــوْمَ تُــبْــصِــــرنُـــي مِـــنْ غَيْرِهِ شَبَحَاً
لولا الأنـــين الذي يعــــــلو بما اتـــــقدا
أبْــــكِيْـــــه مِــــــــنْ ألَــم يُفضِــي إلـــى ألــمٍ
وَلَيْــــــسَ مِـــــنْ أمــــلٍ مِــــنْ بَــعْـدِهِ أبــــدا
إلا بـــمُعــجـــــزةٍ مِــــــنْ غيْـــــرِ مُـــعْـــجِــــزَةٍ
أن يَنْـــفُـــث اللّه فـــي صَبْـــريْ لَـــهُ مَــددا
زَيْـــــنُ الشَّباب مضىَ يا دَهْرُ ما فَعَلَتُ
بِـــــيَ اللّيالِيْ كَأنِّـــي كُنْــــتُ مُــضْــــطَّهَدا
حَـــشَــــــــدْتُ كُـــــلَّ تَـــــدابِيْريْ وأسْلِحَتِـــي
لَكِـــــــنْ هُــــــزمْتُ وجُـرْحِي بَعْدُ ما ابْتَرَدا
وجُــــــرْحُ مَــــنْ ثُكِلَتْ نــــَزْفٌ بِغَيْرِ مُــدَى
مــــــاذا أقُوْلُ لَهَــــا؟ والحُزْنُ دُوْنَ مَدى
قَــــــدْ أطْبَقَتْ نُــــوَبٌ فِيْــــهَا عَلـــى نُـــوَبٍ
وكُلّــــــما اقْتَرَبَتْ مِــــنْ صَــحْــــوِهَا ابْتَعدَا
تَبْكـــــي وتَبْكِي وتَحْـــــيَـــا فـــي مَــلاعِبِــهِ
تَبْـكِـــي وتَنْظُـــرُ لكِــــنْ لا تَــــــرَى أحَــــــدا
تَقَــولُ قَــــدْ كُسِـــرَتْ رُوْحـي عَلَى وَلَدِي
ومَــــــا لِكَسْرِيَ جَبْــــرٌ بَـــــعْــدَ مـــــا فُــقِــدا
تَطَـــــايَـــــرَتْ كُـــــلُّ آمــــــالِيْ عَـــلَى فَــــزَع
وضَـاعَ عُمْرِيَ في هذِي الدُّرُوْبِ سُدى
كَيْـــــفَ السَّبيْلُ لِغَسلِ الروُّح مِنْ َجَــــــع
والروُّحُ والحــــزْنُ فـــي الْبَلْوَى قَدِ اتَّحَدا؟
كيْـــــفَ السَّبيْلُ إلَهِــــــي؟ لا أرَى أمَـــــــلاً
إلا بِبَــــــابِكَ فَـــــــارْحَــــمْ عَــــابِداً سَــجَــــدا