(1)

في الغابة الحديثة

من قطع الإسمنت والإسفلت والحجارة

والطلقة الثرثارة

ورفع إصبع التهديد للسابلة

تأخرت عن الوصول القافلة

(2)

تأسرني ابتسامتك

برغم حزنها المضيء كالقدر

تأسرني أناملك

محفورة من الغسيل والقهر

يأسرني الجمال، لثغة الغنج

لكنه يفكها بطلسم النقود

مرمية على السرير في خدر

(3)

من قال “لا” فقد كفر 

ومن سكت

كصخرة صماء في ممر

لغز يرى في أمره ما بين أقبية ودهليز وجر 

ومن “نعم” فقد ظفر

(4)

الليل يا أمي الحزينة 

لو كنت جئت على سفينة

لتركت حب الأرض، امتشق البحار

أعلنت أفراحي بسورات المياه

أشعلت نفسي سندباد

كل الذين أحبهم تركوا البلاد

وبقيت وحدي شاهد الدم الذبيح

(5)

مات أبي وبيننا الحدود                           

غابة الغيلان، ثلة الجنود

والسفن المحروقة

مرمية، على الرصيف عارية

رثيته أن تنزل الرحمة

وسرت في الزحمة.

(6)

قبلت كف قاتلي مبتسماً

فقال لي: والدم

فقلت: لا تهتم

أومأ لي حصانه

أسرجته، أركبني، أسرجنا

وسرت دون فم.

(7)

أنكيدو.. أبلغ كل سلامي للأطفال

أخبرهم أني راحل

أبحث عن خبز يكفي الجبهة الشرقية

ونبت أشبع منه خلود

و”خلود” الليلة في شقه جاري

طرف سرير،

 تنزع أغنية عذراء

وحكايا صمود

(8)

وجدت لوح النفي مكسوراً

عدلت من قيافتي

رسمت فوق جبهتي 

حاولت أن أغني

وشوشني الحزن

دخلت مقهورا

صادفت في أزقتي مرايا

ومشجب الخطايا

قافلة مرت في العرايا

قابيل في المقدمة …

خرجت مدحوراً

(9)

يا أيها النُوم تحت الأرض تقرؤون الفاتحه

لكل أقدام تدب فوقكم بأوجهٍ مجدورة كالحه

فالشمس غير شمسكم

والحب غير حبكم

والأرض ثكلى نائحه

ستقرؤون الفاتحه.