سالم عباس خدادة
اللوحة: الفنان العراقي ماهود احمد
أبكيك أم أبكي على نفسي
يا من فقدت بفقده أُنسي
تمضي بي الأيام قاحلةً
أما الليالي فهي كالرمس
يا مهجتي ضيعت بوصلتي
فمتى سفينة غربتي ترسي؟
فشطوط أفراحي مغيبة
ونشيد آمالي بلا جرس
وخطاي إما سرت مثقلة
ويداي، أين يداي من قوسي؟
أمشي كما طلل إلى طلل
وأعود من أمسي إلى أمسي
حيث المنى مخضرة فرحا
والحب في إشراقه القدسي
***
باريس يا نعشا أطل على
روحي ويا كونا بلا حس
وقفت عقارب فرحتي سحرا
في غربة الآلام واليأس
لم يدفع الغول اللعين بها
سيفى ولا رمحي ولا ترسي
في غرفة الحزن أخرسها
حتى كأني صرت في الخرس
فحروفي الثكلى مضرجة
ولساني المغلول في حبس
وألامس الوجه الحبيب فلا
فأعود مكسورا من اللمس
ماذا جرى؟ غرسي نما وسما
أكذا تكون نهاية الغرس؟
أبلحظة تنهار أزمنتي
لتصوغني في مأتم العرس
وبلحظة تنهار قافلتي
وتضيع، لا قمري ولا شمسي
وبلحظة تنهار قافيتي
إلا على وجد برى نفسي
***
صور الجمال تمر في أفقي
وكأنها نذر إلى النحس
وأنا الذي حدسي يشع سنى
أمسيت لا ظني ولا حدسي
وغصصت من ألمي على أملي
وشرقت في جهري وفي همسي
فالحزن من رأسي إلى قدمي
والهم من قدمي إلى رأسي
لولا التقى لهذيت من وجعي
وصرخت يا بؤسي ويا تعسي
الموت كأس سوف تشربه
فارقبه من كأس إلى كأس
وانظر فقد تأوي إلى ظلم
وتكون أنت حكاية الدرس