يحيى السماوي
اللوحة: الفنان السعودي عبد الله حماس
وطن.. ولكن للصوص
بطرانُ يحلمُ بالتلاقي
صَبُّ الفراتينِ العراقي!
وطنٌ.. ولكنْ للصوصِ
ومَنْ تجاهَدَ بالنفاقِ
لكأنَّ خيلَ الفاجعاتِ
معَ الأراذِلِ في سِباقِ
ألقتْ بهِ في المُهلِكاتِ
يَدُ التحاصصِ والنفاقِ
موتى الضميرِ تناهبوهُ
ولاعِقو دمِهِ المُراقِ
شمتتْ بدجلتِهِ الوحولُ
فشهْدُها مُرُّ المذاقِ
ترعى بِوادِيهِ الذئابُ
وتشتكي الرَّمَدَ المآقي
لو كان ذا قدَمٍ فقدْ
فرَّ العراقُ من العراقِ!
يا رابح الخسر
يا رابحَ الخُسْرِ
اسْتعِدْ لنضوبِ كأسِكَ
إنَّ عمرَكَ يا ذبيحَ الحلمِ
آذَنَ بالغروبْ
إيّاكَ تندمُ يا شهيدُ على وفائِكَ
قال عشقائيلُ
أنتَ عدوُّ نفسكَ!
ما الذي أغوى حقولكَ بالسرابِ
وكنتُ تعلمُ أنه الرَّعدُ الكذوبْ؟
فاخلعْ ملاءاتِ الفجيعةِ
واتّخِذْ من سعفِ نخلتِكَ الجليلةِ بُردةً
وكُنِ المُضَرَّجَ لا المُضَرِّجَ
رُبَّ مغلوبٍ أعزُّ الى القلوبِ من الغَلوبْ
ولرُبَّ ذنبٍ صارَ باباً
نحو
غفرانِ الذنوبْ.
طفولة
جاوزتُ “ستيناً” ولم أزلِ
طفلاً بريءَ الطيشِ والزَّعَلِ
طفلٌ.. إذا يلهو فملعَبُهُ
يمتدُّ بين الخصرِ والمُقلِ
حلواهُ توتُ فمٍ.. ودُمْيتُهُ
نهدٌ.. فما أبهاهُ من جَذَلِ
قِدِّيسةَ الشفتينِ أيُّ هوىً
مثلي عفيفِ الإثمِ والزللِ
السومريُّ الكهلُ عاد فتىً
منذ التقى لاتَ الهوى هُبَلي
مُتنسِّكٌ حيناً.. وذو نزَقٍ
حيناً.. وحيناً فاسقُ الحِيَلِ
أنا فاجرُ الأحداقِ مُلهمتي
لكنْ تقيُّ الشمِّ والقُبَلِ
لكم من قلبي نهر محبة ضفتاه الشكر والامتنان .
إعجابإعجاب
تحياتنا لك أستاذ يحيى
إعجابإعجاب