د. سالم عباس خدادة
اللوحة: الفنان البلجيكي رينيه ماغريت
مر عامان والشجون الشجونُ
كيف بالله تستريح الجفونُ؟
إن دمعا جرى شجىً سوف يجري
هل أداجي والمبكيات فنون؟
تلك ذكراه في الزوايا سياط
أينما كنت في الزوايا تكون
صورة أو رسالة أو بقايا
من بقاياه طاعن وطعين
وردتاه تنادياني فأصغي
لربيع هو الربيع الحزين
إن تقولا : بابا، يرف فؤادي
مثلما رفَّ بلبل مسجون
خنجر الحزن يرتعي في الحنايا
ثم ينسل والحنيا أنين
خنجر فوق خنجر ذكريات
تتوالى، ولا تراه العيون
كان كالياسمين روحاً وعطراً
فإذا عمره هو الياسمين
كلما قلت سوف أنسى إذا بي
في عذاب هو العذاب المبين
تتولّى الأيام وهي رصاص
رغم أن الأيام كنز ثمين
لا أرى في الزمان غير زمان
كم تبارى فيه اليقينَ الظنون
كيف أهوى حلمي كلمعة برق
وأحاطتني الهموم الهتون
هل جنون أبكي اشتياقي إليه
منذ أن غاب؟ أم جمودي الجنون؟
فحنيني لا تحتويه حروف
إنه، إنه الحنين الحزين
ويح قلبي وما أنا اليوم فيه
أسجين؟ بل كل أفقي سجين
إنني كل جُمعة ألتقيه
غير أن الثرى كريم ضنين
فهو يعطي للروح نفحة رَوْحٌ
في لهيب قد أشعلته المنون
ولديه السكون كهف رهيب
هل أنادي: متى يزول السكون؟