باسم فرات
اللوحة: الفنان السوداني راشد دياب
بَـيْـنَـمَا
وَحِيـدًا أُخَـبِّئُ الشوارعَ في جُيُـوبي
انْـزَلَـقَ المَساءُ على خُطُـوَاتي
صِـرْتُ مُسْـتَوْدَعًا لِلْحَـكَايَا
تُـرافِقُـنِي أحلامُ مَنْ مَـرُّوا في المَدينة
أسرارُهُمْ حُـروبٌ تختَـفِي في حَجَـر
قَناديلُهم دُمُـوعٌ تملأُ السَّماءَ بِالغُـيُـوم
عَمَائِمُهُـمُ البِيـضُ تِيجَانُ مُـلُوكٍ تقَاعَـدُوا إلاّ مِن المَحَبَّة
كَسَبَةٌ.. عِطْـرُ جِبَاهِهِمْ يُغْـرِي القصيدةَ بِالِانْحِنَـاء
يَـوْمِيًّا يَـزُورُني النَّـهرُ، أُخْـرِجُ من جُـيُـوبي شَـوَارِعَ
عابِـرُوها تَـرَكُـوا حِـكاياتِـهِـمْ معي
ورَاحُـوا يَنْشُدُون الـبَـيَـاضَ الذي غَـزَا قُلُوبَـهُمْ.
اغتراب
صَيْفٌ أطْـــوَلُ من عاشُــوراء
يَـتَّـكِئُ على أنْفَـاسِــنَا
يقولُ لي باعَةُ الأَرْصِفَة:
يا غَريبُ
احْـمِلْ إلى دَارِكَ ضِحْكَةَ أَطفالِنَـا
ذِكْرَى تُدْفِئُــكَ في شِــتَائِكَ الْمَــوْعُــود
أَبْتَسِــمُ
وأحملُ التذكاراتِ معي إلى النَّـهْر
حتى لا تتهشَّمَ بِدُمُــوعِي.