د. سامح درويش
اللوحة: «بيروت» للفنان اللبناني نبيل سعد
عودى كما كنت يا بيروت لؤلؤة
البحر يعشقها، والليل والقمر
عودي كما كنت للعشاق أغنية،
ومرفأ عنده الأفراح تنتظر
عودی فمنذ هَمَتْ عيناك ممطرة
دماً، بكى الكون حسناً بات يحتضر
النار.. والدم والأسوار فيك؟! وقد
كنت الأمان لعشاق بك انتشروا
والخوف مختبئ في كل زاوية
والموت في شارع الحمراء، والخطر
يا ويح أيامنا ماذا جنيت لكــــى
ينزو بك اللهب المسعور والشرر
من قاتلوك؟ أمن غارت خناجرهم
في صدرك الحر تدميه إذا غدروا؟
أم الذين تناسوا أنهم عرب
وأن تاريخهم يغتال مذ خدروا
بيروت هل من لقاء بعد يجمعنا
بشاطئ كان يحلو عنده السمر؟
وهل ستبتسم الأيام ثانية
ويرجع الحب في واديك يزدهر؟
بیروت عودى فإن العار يخجلنا،
والحزن يقتلنا، والشوق يستعر
وأيقظى العرب من نوم أضرَّ بهم
وفرقة مزقتهم كلما نفروا
يا جرحنا النازف الآلام في دمنا
ويا هوانا الذي باليأس ينتحر
وعار جيل طواه الذل كيف له
غداً لأبنائه عن ذاك يعتذر؟