حنان عبد القادر
اللوحة: الفنان الكندي ماثيو وونغ
لأنا الرَّماديُّ عديم الانتباه
نصفَ الحياةِ أعيشها،نصف الحياة
بيني وبينَ البَرِّ أنفاسُ الرَّدَى
بيني وبينَ البَحْرِ
أشواقٌ وماه
وأنا الرَّمَاديُّ
بياضي سُبَّةٌ
والأسودُ المحزونُ في قلبي
نِداه
وجهانِ في وجهٍ
يَمِينٌ باسمٌ للضوءِ
والأضواءُ أنفاسُ الصَّلاة
والآخرُ المكدُودُ
فظٌّ عابسٌ
بالهَمِّ مُلْتَحِفٌ
وتَهْمِي مُقلتاه
والقلبُ مُخْتَلجٌ
تشَعَّبَ نَازفًا
بينَ الضُّلُوعِ ثَوَى
وقد هَاجَتْ دِمَاه
نصفانِ يقتتلانِ في جوفي
فما ثابَ اليمينُ إليَّ
أو يُسرَايَ فاه
أبكي ومِنْ ألمي
أُطَرِّزُ ضِحْكَةً لمياءَ
يزهو حُسْنُهَا
فوقَ الشِّفاه
وأدورُ في فَلَكٍ
كما نَجْمٍ بَدَا
يُهدِي بهاءَ الضَّوء
يُظْلِمُ خَافِقاه
رُوحِي موزَّعةٌ
فلا أدري لها
وطناً تؤوبُ إليه
أو مَرْسَى نجاة
متخبِّطٌ بينَ الدُّرُوبِ
تَمُجُّنِي للتيهِ مَعْصُوبًا
مُكَبَّلَة يداه
هيمانُ يَهذي بالحقيقةِ مثلما
هذيانِ مخمورٍ
بلا عقلٍ هَداه
ضاعَ الطَّريقُ من الطريقِ
فلم يعدْ إلا السَّرابُ مُخَاتِلاً
والحٌقُّ تاه
كلُّ النوايا الطيباتِ تآزَرَتْ
كي تَحْتَسِي كأسَ المواتِ
لمنتهاه
وأنا الرَّمَادِيُّ المُحاطُ بلعنتي
مازلتُ أحيا
في الحياةِ
بلا حياة.