الجنية التي مدت يدا

الجنية التي مدت يدا

د. عيد صالح

اللوحة: الفنان الإسباني لويس ريكاردو فاليرو

 ما الذي يكمن 

خلف بشرتك المنداة

وأنت تمدين حيادك الوالغ 

غير الذي سطره بياضك الشاهق

وابتسامتك الشرك؟

أنت أسطورة الأنثى 

واكتناز الأمومة والعطر والحضور 

ما الذي أودعك “الجمال الكافر “(1)

في جحيم العشق والسؤدد؟

ما الذي حطم الأيقونة 

وانبرى في الحشد 

يزف الخواء محترقا في التخوم؟

تلك الأسارير والسحنات والبريق 

قيامة القصيدة التي لا تجيء 

في إدام بلا دقيق

والأراغيل طوق احتدام 

لصدي شقوة المضرمين

يفضح الحرف التواءاته وصداه 

ويؤلب الطنين والذهان 

في سباق الفقمات والضفادع 

ليست براءة اختراع عندك

ولا عمادة رفاهية مدعاة 

ليست “خصلات الشعر /الشّعر”

في أزيز الاصطفاف 

رتاج وصمامات 

لقلب يضخ التراتيل 

وينزوي في هبوطه الحاد 

لمزيد من التعاويذ والجعارين 

في “الغرام المسلح”(٢)

والقصف المترع بالصد والأريج 

وأنت تحفرين بأناة وعناد 

وتخمشين الجسد المسجى 

في أريكة الأسر والانعتاق

ماذا يفعل الرماة والحطابون 

والقساوسة وإخوان الصفا 

لمزيد من التقى والتقية؟

لمرابض الفتنة والافتتان؟

للعبودية الساحرة؟

للجنية التي مدت يدا 

لقربان يضوع 

في محفل ومذبح 

وجنات واستبرق .. وينابيع؟ 

أيتها الحافية في قلبي وحشاي 

والراعية طفولتي واحتشادي

 وأنت تمسدين فرائسي وفرائصي 

وتغدقين الرجاء والبأساء 

بغير مراسم أو نذور 

متي تتقلص الأحجيات 

وتختفى الفصامات والزمهرير والبوار؟

متي تنفتح الكوات  

                          والمزن  

                                           والموائد …؟


(1) اسم ديوان لعماد أبو صالح

(2) اسم ديوان لحلمي سالم

رأي واحد على “الجنية التي مدت يدا

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s