د. سالم عباس خدادة
اللوحة: الفنان الفلسطيني محمد الركوعي
هذي الفجيعة ما بالي أُجددها؟
رغم السنين كأني الآن أشهدها
كأنني وحبيبي في العراء دجىً
ولست أملك أبواباً فأوصدها
صدري على الريح في باريس مرتجفٌ
والهمُّ يهمي على روحي يجمدها
وحشٌ يخايلني من كل زاوية
في ليلة قد تراءى بالردى غدها
و”السين” سيفٌ وقد أهوى على أملي
والليل كهفٌ وروحي غاب هُدهدها
في كل يومٍ غيومٌ لا تفارقني
ولا رياح بآفاقي تبددها
أين اليقين الذي يقضي على قلقي؟
أين السكينة في نفسي تهدهدها؟
يا ربّ عفوك إن أسرفتُ في جزعي
يا رب عفوك من شكوى أرددها
شوقاً إلى وردة من روحي اقتُطفت
ولم يزل غصنها يبكي وينشدها
في النوح أغنيةٌ من بعد أغنية
حتى تَساقط من روحي تمردها
تسربلت كلّ آفاق المنى سأماً
مطامحي انطفأت مذ غاب موقدها
فالموت أكبر مَنْ يقسو على فرح
وهو الذي يسحق الرؤيا ويولدها
كم كسرت يده الأحلام فانكشفت
حقيقة النفس عن وهمٍ يقيدها
فاليوم أبصر ما لا كنت أبصره
واليوم هذي الدنا قد هان موردها