عيد القيامة

عيد القيامة

جولييت المصري

اللوحة: الفنان الفرنسي نويل كويبل

يعد أحد القيامة من أعظم الأعياد لدى المسيحيين وأكبرها، ففي هذا اليوم ينتهون من الصوم الكبير، وينتهي فيه أسبوع الآلام، ويتذكرون فيه قيامة السيد المسيح بعد صلبه.

ويرتبط عيد القيامة بعيد الفصح، ويقال أن اسمه مشتق من الاسم القديم لشهر أبريل «Eostremonat » ورغم اختلاف عادات الفصح بين الدول، إلا أن المظاهر تتشابه في الهتاف بتحية عيد الفصح وتزيين المنازل وإعداد البيض الملون وأرنب الفصح، في حين أن رتبة القيامة الدينية تتمثل في قداس منتصف الليل أو قداس الفجر.

وارتبط أيضا بعيد الربيع «شم النسيم» عتد المصريين، حيث يأتي الاحتفال به يوم الإثنين الذي يلي أحد القيامة مباشرة، فيخرج الجميع إلى الحدائق للتمتع بمظاهر الربيع، ويجهزون لهذا اليوم البيض الملون، والسمك المملح والطازج، والبصل الأخضر، وهو تقليد يجتمع فيه المسلمون مع المسيحيين بعد انتهاء الصوم الكبير والاحتفال بالعيد.

ويتم الاحتفال بعيد الفصح في تواريخ مختلفة كل عام، ولكن يحدث دائمًا أن يكون في يوم الأحد ما بين 22 مارس/ آذار و25 إبريل/ نيسان، وعادة تبدأ عطلة الفصح في الجمعة التي تسبقه، وتنتهي مساء يوم الاثنين الذي يليه، إن تحديد يوم الفصح يعتمد على قاعدة كنسية تم وضعها عام 325 فيجب أن يكون عيد الفصح أول يوم أحد بعد اكتمال القمر، بعد الاعتدال الربيعي.

مظاهر الاحتفال بالعيد

بعد انتهاء جمعة الآلام، تقام الاحتفال مساءً من ليلة سبت النور وحتى الساعات الأولى من صباح الأحد، ويبدأ الاحتفال بعيد القيامة بصلاة تسبيحة العيد عصر السبت، ثم باكر عيد القيامة مع حلول الظلام، وأخيرا قداس عيد القيامة مع انتصاف الليل، وتختم مع الساعات الأولى من يوم أحد القيامة.

ثم ينطلق المحتفلون بعد ذلك لزياراتهم العائلية، وتناول غداء الفصح معاً، ويطغى اللون الأصفر والألوان الزاهية التي تدل على الخصوبة وخصوصاً عودة الدجاج لوضع البيض وتكاثر أرنب الفصح في الأساطير الشعبية، لذلك نجد الزينة بألوان زاهية تطبع أجواء المتاجر والبيوت، فالبيض بألوانه المختلفة ومفارش الطاولات والمحارم بألوان الربيع، وتتعدد الألعاب التي غالباً ما ينتظرها الصغار صبيحة عيد الفصح.

وما تزال عادة تلوين البيض مستمرة إلى الآن، ويقدم للأطفال بيض فصح مصنوع من الشوكولاتة، ويرتبط أرنب الفصح أيضاً بقصص شعبية تقول إنه يأتي بالبيض للأطفال، وكذلك أصبح الحَمَل رمزا يدل على تضحية المسيح بنفسه من أجل الإنسان، كما يرمز الكعك إلى إكليل الشوك الذي وضع على رأس المسيح حين صلب، أما المعمول فيرمز للإسفنجة التي أسقي بواسطتها.

وفي عيد الفصح يقوم الكثيرون بوضع أغصان أشجار البتولا للزينة، ويتّم تثبيت الريش بألوان مختلفة على الأغصان، بالإضافة لتعليق قشور البيض.

وتجدر الاشارة إلى أن زينة الفصح هذه مرتبطة بعيد الشعانين، إحياء لذكرى استقبال المسيح عند دخوله لمدينة القدس وبداية الاحتفالات المُتعلّقة بالأسبوع المُقدّس، ويُطلق عليه كذلك اسم أحد السعف، حيث فرش المستقبلون سعف النخيل وأخذوا يلوحون بأغصان الزيتون.

وتحتفل الغالبية العظمى بعيد الفصح في إطار عائلي في المنازل، وعلى الرغم من اختلاف العادات والتقاليد المتبعة في إحياء ذكرى المسيح بين البلاد غير أن الهتاف بتحية عيد الفصح (فصح سعيد)، وتزيين المنازل، وعادة تلوين البيض، وأرنب الفصح، هي من العادات الاجتماعية المرتبطة بالفصح حول العالم.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s