السقوط

السقوط

د. سامح درويش

اللوحة: الفنان الفلسطيني أحمد الدنان

إلى الطفل الجزائري توفيق الوناس ابن السنوات العشر الذي أردته رصاصة عنصرية، وهو يلعب مع أقرانه وأصدقائه المهاجرين في فرنسا إحتفالا بعيد الفطر..

أزت رصاصة عنصري

وسقطت..

واختلطت ملامح وجهك العربي

.. بالدم.. بالتراب

ورحلت

 وتركت للأبوين نيران العذاب

هل كنت تعلم 

ـ يا صديقي الطفل ـ 

حين ولدت في أرض الفرنجة،

 أن صرختك الأخيرة 

سوف تسبق كل أفراح الشباب؟ 

هل يا ترى، 

لما أتى هذا المهاجر،

 من ذرى الأوراس

للأرض التي شربت عصارة كده

 هل كان يعلم أنه سيعود منها دون فلذة كبده؟

عصفت بنا الحيره

والخطو قد تاها

والغــربــــــة المــــره

كأس شـــــــربناها

والنظرة الجمره

هل سوف ننساها

يا موطن الحسره

الحق قد شاها

والدرب مستعره

تنزو زواياها

ورصاصة قذره

أبدت نواياهـــــا

خطواتنا تمشى. 

ولا تدرى الى أينا؟

 والموت..

 والحقد الكريه..

 وأوجه ثارت.. حوالينا 

هي غربة كتبت علينا، 

مثلما كتبت مآسينا 

وجراح موطننا

وقيود السننا

هي غربة 

من بهجة الأعياد.. للألم 

ومن الوجود.. لمنتهى العدم 

هي غربة،

 غرقت مشاعرنا بها في أبحر الندم

تغفو ونصحو – يا صديقي – 

في طواحين تدور

وتطحن الآمال والغد، والحلم

من حولنا النظرات مثل النار

 فيها الحقد،

 والثأر القديم قد احتدم

والعنصرية في قلوب لم تكن لحماً ودم

العنصرية..

كنت أنت وقود نار جنونها

برصاصها.. عرفت خطاك طريقها

لكنني مازلت وحدى تائهاً في غربة الوطن المهان

وسقطت أنت على التراب

وسقطتُ في قاع الهوان

 أزت رصاصة عنصري

وسقطتَ

 لكن سقطتك البريئة 

– ياصديقي الطفل – 

أشرف من سقوط العرب في هذا الزمان.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s