د. سالم عباس خدادة
اللوحة: الفنان الألماني هنري ليمان
كان ليلاً واجماً ثم انهمر
نهر حزن عندما غاب القمر
غاب غاب البدر عني ومضى
ومضى غاب فكلا لا وزر
أين أمضي والمدى منغلق؟
أين؟ والعمر وما فيه انكسر
قد هوى بدري هوى في سفر
آه ما أقساك يا هذا السفر!
آه ما أقساك يا ليل الأسى!
تجلد الروح وتغتال الفكر
آه ما أقساك! فالبدر الذي
شع بالحب وغنى للظفر
بعد حين ستواريه يدي
تحت رمل وتراب وحجر
ويح عيني هل ترى أبصره
غير طيف وخيال وصور
ويح أذني هل ترى أسمعه
كان كالبلبل يشدو حين فر
ويح قلبي كم أناجيه أنا
ليس لي عما أناجيه مفر
ليس لي بين الدياجي والدجى
غير أحزان وحزن لا يذر
شاعر أحيا على ذاكرة
يغرق الحزن بها كل الذكر
وإذا ما لاح شيء مبهج
لاحت الذكرى عليه فانفطر
إنني بين هشيم ولظى
ودموع الروح تهمي كالشرر
لم يعد من أمل يا للأسى
غير حلم في ثناياه عبر
يا حبيبي ليس في الدنيا غد
كلها ماض فمذ غبت حضر
وأنا ان غطى على باصرتي
داهم الحزن، فلي بعد بصر
أرقب الأفق بقلب موقن
أن حكم الله خير وعبر