باسم فرات
اللوحة: الفنان الإسباني خوليو روميرو دي توريس
“ح”
يَا صَدِيقَ المَنَافِي
كَيْفَ انْزَلَقَتْ مِنْ بَيْنِ جَفْنَيْكَ
البِلادُ عَارِيَةً
وَانْسَلَّتِ الطُّرُقَاتُ خُلْسَةً
مِنْ بَيْنِ خُطُوَاتِكَ
أَيُّهَا البَحَّارُ الأَعْمَى
لا تَفْقَأْ عُيُونَ النِّسَاءِ بِلِحْيَتِكَ
فَالأَرْصِفَةُ وَحْدَهَا تَرَى مَا تُخَبِّئُهُ
الغَانِيَاتُ فِي أَحْلامِهِنَّ وَمَا…
وَتَشْرَبُ مَا تَفْضَحُهُ القَصِيدَةُ
مِنْ ذِكْرَيَاتٍ رَعَوِيَّةٍ
“س”
أَيُّهَا السَّيِّدُ الشَّرِيدُ
لِمَاذَا يَتَحَوَّلُ التُّرَابُ فِي يَدَيْكَ
إِلَى كَلِمَاتٍ مُقَدَّسَةٍ
وَالمَاءُ إِلَى مُوسِيقَى جَنَائِزِيَّةٍ
وَرَغْمَ ذَلِكَ تَوَدُّ اغْتِيَالَ لِحْيَتِكَ المُبَارَكَةِ
دُونِ قُدَّاسٍ أَوْ زِفَافٍ
لِتَدَّعِي أَنَّ الظِّلَّ رَمَادُ الضَّوْءِ
المَسَافَةَ انْتِهَاكٌ
لَكِنَّ الشَّوَارِعَ عَصَا الجَلادِ
الثُّلُوجَ غُبَارُ المَلائِكَةِ
وَأَنَا لَسْتُ سَيِّدَ انْكِسَارَاتِي
“ن”
مَا زِلْنَا نَتَأَرْجَحُ خَلْفَ
عَابِرَةٍ
أَلْقَتِ التَّارِيخَ
عَلَى سَاقَيْهَا
“م”
نَحْنُ جَمْرُ المَقَاهِي
وَهُمْ لَهَبُهَا
“ج”
لِمَاذَا مُعْتِمَةٌ رَائِحَةُ الأَلْفَاظِ
قَبْلَ أَنْ يَنُوشَهَا لِسَانُكَ؟
“ي”
لأَنَّنَا لا نَمْتَلِكُ ثَعْلَبَةَ النَّاجِحِينَ
الفَشَلُ يَكْتُبُنَا فِي يَومِيَّاتِهِ
“د”
لأَنَّكَ فَتَحْتَ قَمِيصَكَ
تَنَاثَرَتِ النُّجُومُ
فِي البَحْر.